إن التقدم التكنولوجي الذي نشهده اليوم يعكس نموًا سريعًا وأثرًا عميقًا على جوانب متعددة من حياتنا، بما فيها المجال التعليمي.

ومع ظهور تطبيقات جديدة كالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، فإننا أمام فرصة لإعادة تعريف طريقة التعلم التقليدية وتوفير بيئة تعليمية أكثر تخصيصًا وكفاءة.

ولكن وسط كل هذا التقدم، يجب ألّا ننسا بأن جوهر العملية التربوية يكمن في بناء شخصية الطالب وقدراته الفكرية والعاطفية.

فالذكاء الاصطناعي قادرٌ بلا شكٍّ على تحليل كميات ضخمة من البيانات واستخدام تلك المعلومات لمساعدة الطلاب ومعلميهم؛ إلا أنه لا يستطيع الاستعاضة عن دور الإنسان الأساسي في نقل الخبرات والمعارف، وفي غرس القيم الأخلاقية والدينية التي تشكل أساس بناء المجتمعات المتماسكة والمثمرة.

ومن ثمَّ فعلى الرغم مما تتمتع به التكنولوجيا الحديثة من قوة مؤثرة، تبقى الحاجة ماسّة للحفاظ على الدور المحوري للإنسان ضمن منظومة التعليم الحديثة.

وهذا يعني ضرورة العمل سوياً، بحيث يتم الاستعانة بالآلات والروبوتات وغيرها من وسائل الذكاء الصناعي جنباً الى جنب مع العنصر البشري الحي، وذلك بغاية تحقيق أفضل النتائج الممكنة للطالب ولمعلميه أيضاً!

إن الجمع بين الطاقات البشرية وبين القدرات الهائلة للتكنولوجيا الجديدة سيسمح بإطلاق شرارة ثورة معرفية ستغير شكل الأنظمة التعليمية حول العالم.

فلنتطلع جميعاً لأن نحقق أعلى درجات الانسجام والاستقرار داخل نظامنا المدرسي الجديد والذي يقوم على التعاون الوثيق ما بين الإنسان وآلاته الذكية.

1 Mga komento