"هل نحن فعلاً أحرار في اختيار هويتنا الثقافية والدينية؟

" في عالم اليوم الذي يصبح فيه التاريخ سلاحًا ذا حدين، وبينما تتصارع القوى الخارجية لاستخدام جذورنا المشتركة كأداة للتلاعب والتحكم، فإن السؤال الأكثر أهمية قد يكون حول مدى حرية اختياراتنا الشخصية والثقافية.

إن استخدام التاريخ كوسيلة لإعادة تشكيل الهويات الجماعية ليس بالأمر الجديد؛ لكن كيف يؤثر ذلك على فهمنا لأنفسنا وعلى علاقتنا بالآخر؟

وهل تستطيع المجتمعات حقًا تحديد مستقبلها بنفسها عندما يتم توظيف الماضي لأغراض غير مقبولة أخلاقيًا وسياسيًا؟

إن "الحركات الاجتماعية"، كما تُشار إليها غالبًا، ليست سوى فقاعات مؤقتة تنفجر عندما تبدأ المصالح الضيقة بالتطفل عليها وتوجيه دفة الأمور نحو تحقيق مكاسب خاصة بدلاً من الصالح العام.

إن الربيع العربي خير مثال على ذلك حيث ظهر وكأنّه لحظة تغيير جذرية ثم انهار سريعًا تحت وطأة التدخلات الإقليمية والدولية.

فلنتخيل للحظة مستقبلًا مختلفًا، حيث يكون التاريخ مصدر إلهام وليس عبئًا، حيث تصبح الحريات الفردية جوهرية ولا تخضع للاستغلال السياسي، وحيث تلعب الحركات الشعبية دور الوسيط بين طموحات المواطنين وقوة المؤسسات الحكومية.

عندها فقط سنحتفظ بالقدرة على صناعة حاضرنا ومستقبلنا بأنفسنا.

#ووضع

1 التعليقات