تقاطع الماضي والحاضر: إعادة تشكيل المشهد الاقليمي

في عالم يتسم بالتحولات السريعة والمستمرة، تأخذ العلاقات الدولية منحى مختلفاً، مستوحاة من التجارب الماضية ومواجهة للتحديات الحالية.

فمصر وتركيا مثلاً، وبعد عقودٍ مِنِ التنافُسِ والصِّراع، باتتا تسعيان لإعادة هيكلة علاقتهما وذلك نتيجة الضغوط الجديدة للأجندات الإقليمية والعالمية.

لقد أبرزت حرب غزَّة الأخيرة مدى أهمية القوى الجامعة التي تجمع بين الشعب والسلاح والجغرافيا والتاريخ؛ وهي عوامل تدفع نحو مزيد من التعاون بين الطرفين بما يحقق المصالح القائمة.

وهذا التقارب الواضح يأتي ضمن سياقات سياسية واقتصادية وعسكرية جيوسياسية هدفها الرئيسي توطيد مكانتها داخل البيئة الإقليمية المضطربة حاليًا.

وعودة بنا قليلاً إلى الوراء نجد أنه طوال العقود المنصرمة، كانت تركيا وإيران مثالين بارزين للدول التي ازدهرت تحت ظل نظام شرق أوسط متعدد الأقطاب يعتمد بشكل أساسي على شبكات التحالف المعقدة والتي غالبا ما تقوم بدور الوسيط فيما يتعلق بمختلف المواجهات المحلية والإقليمية.

وفي الآونة الأخيرة بدا واضحا هشاشة هذا النموذج التقليدي لصالح نماذج أخرى أكثر مرونة وقادرة ماليا وفكريا.

وعلى الرغم من كل شيء، لا زالت هاتان الدولتان حافظتان لهويتيهما الأصيلة وثقافتيهما الغنية اللتان يعتبرانهما مصدر قوة عند مواجهتهم لحقائق السياسة الحديثة.

وبالنظر لما سبق ذكره حول محاولات التقارب الأخيرة، فهو بلا شك عرضٌ واعد بإمكانية إعادة تحديد الأدوار الخاصة بهما ضمن لعبة السلطة المقلقة نسبيا بشرق المتوسط.

إنه بالفعل وقت مناسب للغاية للاستعانة بدروس الماضي كمساعدٍ قوي وغنى ثقافيا كي نبني عليه منصة راسخة لمحاولة خلق واقع أفضل مستقبلا.

1 التعليقات