النقاش يدور حول دور الأمم المتحدة في ظل نظام عالمي متغير ومعقد.

بينما يُشَارُ إليه كتنظيم ذي هيبة كبيرة ولكنه يفتقر للقوة التنفيذية الفعلية بسبب حق النقض (الفيتو)، هناك تحديات أخرى مثل التنافس بين القوى العالمية المختلفة والتي تتطلع كل منها لبناء مناطق النفوذ الخاصة بها خارج نطاق القرار الجماعي للأمم المتحدة.

في نفس السياق، يمكن ملاحظة كيف أن الأحداث المحلية -مثل الاحتجاجات في المغرب ضد الشحن العسكري لدولة مشاركة في الحرب بغزة والحالة المأساوية لحضانة غير مرخصة بالسعودية– تُظهر مدى تعقيد العلاقة بين المواطنين وسياسة الدولة وبين السلطة المركزية والمؤسسات الفرعية.

إنها جميعها قضایا تحتاج لرؤیة شاملة وعملیة وأكثر فعالیة للحكومات وللمنظمات بین‌الحکومیة لإعادة الثقة وبناء مستقبل أفضل لشعبها.

ومن ثم، فالخطوات التالية ستكون حيوية: أولاً، مراجعة عميقة لأهداف وبرامج الأمم المتحدة بما يتناسب مع واقع القرن الواحد والعشرين؛ ثانيا، العمل المشترك لجميع الأطراف لتحويل حقوق الإنسان والقانون الدولي إلى أدوات نشطة بدلاً من كونها مجرد مبادئ معنوية؛ ثالثا، تطوير آليات مساءلة أكثر فعالية داخل مؤسسات الحكم الوطنية والدولية.

وبالتالي، ينبغي لنا جميعا--سواء كنا مواطنين عاديين أو صناعا قرارات عالميين—أن نتساءل باستمرار عما إذا كانت هياكلنا وأنظمة حكمنا وقوانينا مصممة لتلبية احتياجات المجتمعات الحديثة وما إذا كنت هي نفسها ستضمن العدالة والسلام والاستقرار للأجيال المقبلة.

فهذه الأسئلة ليست فقط متعلقة بالمغرب أو السعوديه بل تتعلق بكل دولة وكل فرد يعيش تحت مظلة القانون والشخصية القانونية للدول الحديثة.

1 Comments