في عالم اليوم المتغير بسرعة البرق، حيث تتداخل الابتكارات التقنية مع حياتنا اليومية بطرق غير متوقعة، أصبح من الضروري إعادة النظر في بعض الافتراضات التي كانت سائدة سابقاً.

إن الاعتماد الزائد على التكنولوجيا لحل جميع مشكلاتنا الاجتماعية والاقتصادية قد يقودنا إلى طريق مسدود؛ إذ بينما توفر هذه التقدمات الكثير من الفرص، فهي كذلك تحمل مخاطر جمّة إذا لم يتم استخدامها بحذر وحكمة.

إن مجرد وجود أدوات رقمية متقدمة وحدها ليس كافياً لإحداث تغيير جوهري في المجتمع.

فالعدالة الحقيقية والاستدامة تتطلبان أكثر من مجرد ابتكارات تقنية رائعة.

إنهما تتطلبان تغيراً عميقاً في قيمنا وسلوكياتنا وأولوياتنا الجماعية والفردية.

نحن بحاجة إلى إعادة تعريف معنى "النجاح"، بحيث يشمل رفاهية الجميع وليس مجرد نمو اقتصادي غير موزَّع بالتساوي.

وعلى نفس المنوال، عندما يتعلق الأمر بمستقبل التعليم، يجب علينا الاعتراف بأن التعليم مجرد مجموعة من الدورات عبر الإنترنت وبرامج الدروس الخصوصية لن يكون قادرًا وحده على تقديم تجربة تعليم شاملة حقاً.

صحيحٌ أنّ التقنية الحديثة أحدثت ثورة في طريقة وصولنا للمعلومة، وشجعّت التعلم مدى الحياة، ولكنها أيضًا زادت من الفجوة بين الذين لديهم الوصول إليها وبين أولئك المحرومين منها.

ولذلك، فإنه لمن المهم جدا تطوير نموذج هجين يسمح باستغلال أفضل ما تقدمه كلتا العالمين - سواء كان تقليديا أم افتراضيا – وذلك حتى نحصل على نتائج أكاديمية مميزة وتعليم متكامل.

ولا ننسَ هنا دور الثورة الصناعية الرابعة والتي تتمثل فيما بات يُعرف باسم 'ثورة الذكاء الاصطناعي'.

وفي حين أنها تقدم حلولا مبتكرة لحفظ الطاقة وكفاءة الإنتاج وغيرها العديد من التطبيقات الأخرى المرتبطة بالاستدامة البيئية، إلّا انه ينبغي التعامل معه بحذر شديد عند تطبيق هذه الحلول ضمن قطاعات الأعمال المختلفة بسبب الطبيعة الديناميكية لهذه القطاعات وما تحتويه من خصوصيات فردية وغير ثابتة مما يجعل تصميم وبرمجة منظومات تعمل وفق منطق ثابت أمر صعب للغاية خاصة وأن مصير تلك الشركات مرتبط ارتباط وثيق بهذه القرارت الحاسوبية الجديدة.

ومن ثم فهو مهم للغاية وضع قواعد وأطر تنظيمية وآليات رقابية فعالة للتأكد من توافق أعمال تلك النظم الذكية المصطنعة مع القيم الأخلاقية والإنسانية ومعايير السلامة المطلوبة فضلا عن ضمان عدم التأثير سلبا عليها وعلى حقوق الإنسان والحفاظ علي خصوصيتها وانتشار المعلومات لديها بصورة سليمة ودقيقة دائما .

وفي نهاية المطاف ، يعتبر التفوق البشري فوق الذكاء الاصطناعي رائعا لأنه يعكس قدرتنا الفذة كمجموعة بشرية للحفاظ علي روح الانسانية حيادية اخلاقية راسخة تجاه تقدم العلوم والتطورات التكنولوجية المستمرة والتي ستضمن استمرارية عجلة الحضارة دوما للأمام بخطى مدروسة وه