لماذا ينبغي علينا النظر إلى ما بعد "النظافة" عند الحديث عن الطاقة المتجددة؟

تلعب الطاقة المتجددة دوراً محورياً في تحولنا نحو مستقبل طاقي أكثر استدامة، ولكن هل يعني كونها نظيفة أنها الحل المثالي؟

بالنظر إلى المثال السابق للطاقة النووية، والتي تعتبر "نظيفة" فقط من حيث انبعاثاتها خلال التشغيل، فإن الصورة الكاملة تكشف عن آثار جانبية خطيرة مثل التلوث الناتج عن تعدين اليورانيوم وإنتاج النفايات المشعة الخطرة.

وفي الوقت نفسه، تواجه الطاقات المتجددة الأخرى تحديات خاصة بها - بدءاً من مساحة الأرض المطلوبة لأنظمة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحتى الآثار البيئية المرتبطة بتجهيزات البطاريات وخزن الطاقة.

إذن، ماذا لو بدأنا بإعادة التفكير فيما نعنيه عندما نصف مصدر طاقة بأنه "نظيف".

فالنظافة ليست سوى أحد جوانب المعادلة.

ولابد وأن ننظر أيضًا إلى كامل دورة حياة المصدر - منذ الاستخراج والتصنيع والاستخدام وحتى التخلص منه – لتقييم تأثيره البيئي الحقيقي.

ومن ثم، ستصبح المقارنة بين مصادر الطاقة المختلفة أكثر عدالة ودقة لمساعدتنا على اتخاذ قرارات سياسية مدروسة بشأن مزيج الطاقة لدينا.

وعند القيام بذلك، دعونا نطالب بالمساءلة الشفافية من صناعة الطاقة.

فعلى الشركات المنتجة للمعدات والطاقة تحمل مسئوليتها وتقليل أي ضرر بيئي تنجم عنها.

وبالنسبة للحكومات، عليها تطوير اللوائح الصارمة التي تحمي المجتمعات المحلية والنظم البيئية الدقيقة.

أما بالنسبة لنا كمستهلكين، فلابد أن يكون لنا صوت قوي لدفع الجهود الرامية لتحقيق ممارسات الطاقة المسؤولة اجتماعيا وبيئيا وأخلاقيا.

لنقم ببناء مستقبل الطاقة الخاص بنا ليس فقط باستخدام أقل تأثيرا ولكن أيضا الأكثر انسجاما واحتراما للعالم الطبيعي.

إنه طريق صعب ولكنه الطريق الصحيح نحو تحقيق التعايش الحقيقي بين الإنسان والعالم المحيط به.

#الأسر

1 التعليقات