في حين أنه من المهم الاعتراف بالدور الحيوي الذي تلعبه الصحة العقلية في حياتنا، إلا أن هناك جانب آخر أساسي غالباً ما يتم تجاهله وهو التأثير البيئي للصحة النفسية.

عندما نفكر في العلاقة الثلاثية بين الغذاء، الصحة العقلية، والمجتمع، لا بد أيضاً من مراعاة كيفية مساهمة ظروف البيئة الطبيعية وصحتها في رفاهيتنا العامة.

على سبيل المثال، لقد أكدت الدراسات العلمية حديثاً مدى أهمية التعرض للطبيعة للحفاظ على الاستقرار العقلي والحماية ضد الاضطرابات المزاجية.

فقد ثبت أن المناظر الخضراء، وضوء الشمس، وحتى صوت المياه تساهم جميعها في تقليل مستويات القلق والاكتئاب.

لكن هذا ليس سوى جزء صغير مما يجب أخذه في الاعتبار عند مناقشة تأثير البيئة على صحتنا العقلية.

فالتلوث البيئي يؤدي إلى مشاكل تنفسية وأمراض قلبية وغيرها الكثير والتي بدورها تزيد من خطر الإصابة باضطرابات نفسية كالاكتئاب واضطراب القلق العام.

بالإضافة إلى ذلك، يجب علينا دراسة الآثار طويلة الأجل للتغير المناخي وما ينتج عنه من أحداث جوية قاسية وكوارث طبيعية وفقدان للموارد الأساسية، وهجرة جماعات بشرية بسبب تغير المناخ وما خلفه من آثار مدمرة على الصحة العقلية لهؤلاء الأشخاص الذين اضطروا للهجرة بحثًا عن حياة أفضل.

إن هذه القضية ليست أقل أهمية من ارتباط نظامنا الغذائي بصحتنا العقلية، بل هي تكمل بعضها البعض وتشكل منظومة مترابطة لتحديد نوعية الحياة التي نحظى بها.

وبالتالي، فعندما نبحث عن حلول لتحسين صحتنا العقلية، فلابد وأن نتناول الصورة الكاملة بما يشمله ذلك من عناصر الطبيعة والعالم المحيط بنا.

إنه لمن دواعي السرور ملاحظة بدء ظهور حركة عالمية تدعو لحماية واستعادة بيئاتنا المحلية باعتبار أنها مكون ضروري لصحة الإنسان بكل أبعادها.

فكيف يمكننا المساهمة أكثر في زيادة الوعي بهذه الصلات الجوهرية وجعلها جزء لا يتجزأ من خطط الرعاية الذاتية والشاملة؟

.

#لكل

1 टिप्पणियाँ