الثورة الصناعية!

لقد غيّرت وجه العالم وأدخلته مرحلة جديدة من التقدم العلمي والتكنولوجي الذي لا مثيل له.

ولكن ماذا عن تأثيراتها على المجتمعات الإسلامية وعلى علاقتنا مع ديننا وهويتنا الثقافية؟

في حين أنها فتحت آفاقا واسعة أمام التطوير والازدهار الاقتصادي، إلا أنها أيضا شكلّت تهديدا مباشرا لجذورنا وتقاليدنا الراسخة عبر قرون طويلة.

فقبول كل ما يأتي غربيا باسم «الحداثة» قد يهدم أساسيات وجودنا كمسلمين وكشرقيين أصلاء.

لذلك علينا دراسة الوضع بعمق وبشكل نقدي قبل الحكم عليه واتخاذ خطوات حذرة مدروسة نحو مستقبل يحترم تاريخنا ويحافظ على خصوصيتنا الفريدة بينما يستفيد مما يقدمه العالم الحديث.

ومن جهة أخرى، لننظر مثلا لما حدث للدولة العثمانية؛ فمحاولتها للاستفادة من التجارب الأوروبية أدت إلى مقاومة داخلية شرسة وحركة انعتاقية حافظت بدورها على الثقل الديني الاجتماعي للمجتمع آنذاك.

وهذا درس مهم يجب أخذه بالحسبان دائما أثناء التعامل مع مثل هكذا قضايا حساسة للغاية.

وفي النهاية، تبقى المعادلة الأصعب هي كيفية خلق توازن صحي يسمح لنا باستخدام أفضل أدوات ومكتشفات العصر الحالي مع رفض أي مفهوم يسيء لقيمنا ويعرض سلامتنا الأخلاقية للخطر.

وهذه المهمة ليست مجرد مسؤولية الحكومات فحسب وإنما لكل فرد منا يسعى لبناء حضارة كونكيشية تجمع الزمان والمكان دون التفريط بشيء منهما.

1 التعليقات