"التضخم والذكاء الاصطناعي.

.

هل هما تهديدان متداخلان؟

" قد يبدو هذا العنوان غريبا بعض الشيء، لكن دعني أشرح لك الفكرة المطروحة هنا: عندما نفكر في تأثير التضخم على اقتصاد الدول وشعوبها، نجده يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على القدرة الشرائية للفرد وبالتالي مستوى معيشته وجودة حياته.

وفي نفس السياق، هناك نقاش جاري حول آثار ثورة الذكاء الاصطناعي على سوق العمل العالمي وما ينتج عنها من تغييرات جذرية في الوظائف المتاحة وطبيعتها.

السؤال هنا هو: ماذا لو بدأنا بربط هذين الموضوعين اللذين قد يبدوا غير مرتبطين؟

ربما يكون للتضخم دور في تسريع اعتماد الشركات والمؤسسات لأنظمة الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وخفض التكاليف التشغيلية.

ومع زيادة اعتماد المؤسسات على مثل تلك الأنظمة، ستتحول العديد من الوظائف التقليدية التي كانت محمية سابقا بفعل السياسات النقدية للدولة (والتي تسعى لمحاربة التضخم عبر دعم الإنفاق والاستثمار)، إلى وظائف رقمية تتطلب مهارات مختلفة تمام الاختلاف!

وهذا يعني أنه حتى وإن نجحت السلطات النقدية في احتوائها نسبيا، فقد يتحقق هدفها بسعر باهظ يتمثل بصعود موجات أكبر من البطالة الهيكلية والتي بدورها سوف تغذي دوائر التضخم نفسها مرة أخرى!

لذلك، قد يكون هناك حاجة ملحة لاتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة لحماية القوة العاملة الوطنية من أي تبعات محتملة لهذه المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الجذرية.

ومن الواضح أن الأمر لن يتوقف فقط عند حدود تأهيل العمال الحاليين للحصول على مهارات جديدة قادرة على مواكبة التحولات الرقمية، ولكنه أيضًا سينطوي على وضع قوانين وتشريعات تنظيمية فعالة تضمن عدم تحويل جهود مكافحة التضخم إلى ورشة لتغييرات هيكلية كارثية.

ختاما، رسالتي هي الدعوة لإجراء المزيد من الدراسات العلمية الرصينة التي تناقش العلاقة المعقدة بين هاتين الظاهرتين وكيف يمكنهما التأثير سلبا وإيجابا على المجتمعات المختلفة حول العالم.

فالفشل في القيام بذلك قد يقود بنا إلى نهاية طريق مظلم للغاية.

#وقرد #النظر #المستقر #ضريبية

1 코멘트