في خضم الحديث عن مستقبل العمل والثورة الصناعية الجديدة، غالبا ما يتم التغاضي عن دور الإنسان في تحديد مساره.

صحيح أن التقدم التكنولوجي سيرسم واقعا مختلفا للسوق الوظيفية، لكن هذا الواقع يمكن أن يكون بشيرا بالخير إذا عرفنا كيف نوجهه.

البشر هم الذين يصنعون التكنولوجيا ويستخدمونها لتحقيق أغراضهم الخاصة.

لذلك، يجب أن نبدأ بتوجيه بوصلتنا نحو الأخلاقيات والقيم الانسانية كأساس لأي تقدم علمي.

لا يكفي ان نتسابق خلف الابتكار بلا هدف سوى السبق، بل علينا التأكد من أن كل اختراع وكل نظام رقمي جديد يساهم في رفاهية البشرية ويعزز العدالة الاجتماعية والاقتصادية.

إلى جانب ذلك، يتطلب عصر الذكاء الاصطناعي تحولا عميقا في طرق تعلمنا وتعليمنا.

فالمهارات المطلوبة غدا ستكون مزيجاً فريدا من المهارات اللينة (مثل الإبداع وحل المشكلات) والمرونة العقلية للتكيف مع بيئات عمل متغيرة باستمرار.

وهذا يعني ضرورة اعادة تصميم برامجنا الدراسية ومناهجنا التربوية بحيث تركز على تنمية القدرات النقدية والإبتكارية لدى الطلاب منذ سن مبكرة جدا.

وفي نهاية المطاف، إن أي نقاش جاد حول مستقبل العمل والحياة المهنية لا يمكن أن يتجاهل أهمية تحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين.

لقد آن الأوان لأن تتحمل النساء أدوار قيادية رئيسية في جميع المجالات، بدءاً من السياسة وحتى إدارة الأعمال الكبرى.

فهن يشكلن نصف سكان الأرض ولديهن المساحة الكبيرة لإحداث فرق مؤثر وبناء عالم أفضل للجميع.

فلنفتح الباب أمام الأصوات النسائية ولنجعل منها جزء أصيل وعضو فعال في تشكيل مصير كوكبنا ومستقبل ذريتنا.

هل تستطيع تصور مشهد كرنفالي عالمي حيث تتعاون الأمم والشعوب جنباً إلى جنب لبلوغ هدف مشترك وهو ضمان حياة كريمة لكل فرد بغض النظر عن جنسيته أو عرقه أو وضعه الاجتماعي؟

هذا المشهد ممكن التحقق فقط عندما نتعامل مع التقنيات الحديثة باعتبار أنها أدوات بين يد الإنسان وليست هي المتغلبه عليها .

#متوافقا #بسرعة #بصنع #رواية

1 التعليقات