الحفاظ على الخصوصية في ظل نمو التكنولوجيا: دراسة حالة للاجئين والطاقة الشمسية مع تزايد اعتماد المجتمعات الضعيفة على المصادر البديلة للطاقة كالطاقة الشمسية لتحسين ظروف معيشتها، تنشأ أسئلة جوهرية تتعلق بالخصوصية والأمان.

تخيل مشهدًا حيث تعمل الخلايا الكهروضوئية كمصدر أساسي للإضاءة داخل الخيام المؤقتة للمخيمات، بينما يتم استخدام البيانات الناتجة عن هذه الأنظمة لإدارة موارد المخيم بكفاءة أعلى وأكثر فعالية من حيث التكلفة - قد يبدو هذا مثالياً، لكن ماذا لو كانت تلك المعلومات عرضة للاختراق أو سوء الاستخدام؟

قد يؤدي تطبيق تقنيات ذكية لرصد ومراقبة الاستهلاك الكهربائي ضمن بيئة حساسة كهذه إلى انتهاكات خطيرة لحقوق الأشخاص المقيمين بها.

إن عدم وجود سياسات واضحة بشأن جمع ومعالجة بيانات هؤلاء السكان يجعلهم معرضين بشكل أكبر لهذه الانتهاكات المحتملة.

وبالتالي، تعد صياغة تشريع مناسب أمر حيوي لحماية حق كل فرد في الخصوصية حتى أثناء سعيهم لتحقيق حياة أفضل عبر وسائل طاقة نظيفة ومتجددة.

كما أنه لمن الضروري فهم دوافع الجهات المسؤولة عن تقديم خدمات الطاقة ومدى الشفافية لديهم عند التعامل مع بيانات العملاء وكيفية استخدامها واستخدامه بصورة مسؤولة بما يتوافق والقانون الدولي المتعلق بحماية البيانات الشخصية.

بالإضافة لما سبق، لا ينبغي النظر لاعتماد التقنيات الحديثة كالذكاء الصناعي والروبوتات بمفهوم أنها بديلا كاملا للإنسان؛ فالهدف الأساسي منها دعم وتعزيز العمل البشري وليس إلغائه.

وعلى الرغم من كون فوائد الترابط العالمي والتقدم العلمي كبيرة للغاية، إلا أن التركيز الزائد عليها دون اعتبار لأبعاد أخرى ذات أهمية قصوى كتلك المرتبطة بالإنسان قد يقود بنا لعواقب وخيمة كتدهور العلاقات الاجتماعية وفقدان القدرة الطبيعية للفرد على اتخاذ القرارات الحسنة نتيجة زيادة اعتماده على الآلات.

لذلك، لا بد من وضع حدود أخلاقية لهذه التطبيقات الجديدة والسعي الدائم لإبقائها تحت مظلة القانون الذي يكفل حقوق الجميع ويحافظ عليها.

#الفوضى

1 Mga komento