مع اقترابنا من نهاية هذا الحوار المفعم بالإلهام، يبدو جليا كيف تتداخل الأنواع الفنية المختلفة لتمجيد الذات الإنسانية.

لقد سلطت الضوء سابقا على قوة الصوت في نقل التجارب العميقة للروح البشرية، وعلى أهمية التواصل اللغوي عبر الأغاني كوسيلة لبناء جسور ثقافية بين الشعوب.

واليوم، أرغب في تسليط الضوء على جانب آخر لهذه المعادلة وهو العلاقة بين الصورة والمرآة.

تخيل معي لو كانت لدينا كاميرا تصور تاريخ الموسيقى العربية، بدءَا بصوت أم كلثوم وحتى اليوم.

ماذا سنرى؟

هل ستظهر الصور ذات الوشاح الأسود المميزة لأم كلثوم وهي تغني بحماس أمام جمهور متحمس؟

أم ربما سنشاهد لحظات خاصة خلف الكواليس، فيها تتدرب المغنيات الجدد بشغف لإتقان فن الأداء الصوتي؟

بالإضافة لذلك، عندما نتحدث عن الانطباعات الأولى لمشاهدي الأفلام العرب، غالبا ما يتم التركيز على جمال السيناريو وقدرة المخرج على سرد القصص بصريا.

ومع ذلك، لا ينبغي لنا أبدا التقليل من تأثير الموسيقى التصويرية المؤثرة والتي تستحضر المشاعر المناسبة لكل مشهد.

فهي بمثابة فرشاة الرسم الخاصة بالمخرج الذي يستخدم اللون والنغمات لخلق تجربة بصرية كاملة وغامرة.

دعونا نفترض الآن أن شخصا يستمع لأغنية عربية شهيرة للمرة الأولى.

وبعد سماعه لها عدة مرات، يفكر فيما إذا كان يريد حقا مشاهدة فيلم مبني عليها.

وهذا يقودني للسؤال التالي: أي نوع من الفيلم سيكون مناسبا لتحويل تلك التجربة الصوتية الغنية إلى عمل بصرية متكامل؟

وما هي العناصر التي ستضمن بأن يبقى الجمهور مرتبطا عاطفيا بالقصه كما فعل عند الاستماع للأغنيه الأصلية ؟

في النهاية، تعد الجمع بين الصوت والصورة تحديا جميلا للفنانين ولكنه أيضا هدية رائعة للجماهير.

فهو يسمح لهم بالتفاعل مع أعمالهم المفضلة بطرق متعددة ويوسع حدود تقديره للعناصر الجمالية والفنية داخل العمل الواحد.

فلنتطلع دائما لرؤية المزيد من المشاريع الطموحة التي تجمع بين عبقرية المؤلف ومهارة المصمم البصري لمزيد من التأثير والقوة في عرض الرسائل الانسانية النبيلة .

#العنصران #اللحظات

1 Comments