هل سيصبح مستقبل صناعة القرار السياسي رهينة لأجهزة الذكاء الاصطناعي وقيود البرمجيات الخوارزمية؟

بينما نشهد تقدماً ملحوظًا في قدرات التعلم الآلي والمعالج، فإن الأمر يتطلب منا التعامل بحذر شديد عند النظر لاعتماد مثل هذا النظام المعقد للغاية والذي له آثار بعيدة المدى.

إن تطبيق نماذج صنع القرار القائمة على البيانات الضخمة والتعلم العميق داخل المؤسسات الحكومية والاقتصادية قد يؤدي بالفعل لرؤية العديد من النتائج المثمرة كزيادة الكفاءة وتقليل الأخطاء وزيادة الشفافية وغيرها الكثير من الفوائد المرتبطة بمثل تلك الأنظمة الذكية.

ومع ذلك، هناك جانب آخر لا بد وأن ندركه وهو احتمالية حدوث خلل ما مما ينتج عنه قرارات خاطئة ذات عواقب وخيمة وذلك بسبب الطبيعة الضعيفة لهذه الأنظمة والتي تستند غالبا لفهم جزئي للمشاكل المطروحة عليها بالإضافة لقابلية تعرض بياناتها للتلاعب والتعديل أثناء عملية الجمع والفحص الأولية.

وبالتالي، فعلى الرغم أنه من الواضح بأن استخدام تقنية الذكاء الصناعي لصنع القرارات السياسية أمر ضروري لمواجهة تعقيدات العالم الحديث إلا انه وفي نفس الوقت يحتم علينا وضع قوانين ولوائح صارمة تنظم عملها بحيث تقلل قدر الامكان حالات سوء الاستخدام والاستغلال التي تشكل تهديدا مباشرا لحقوق الإنسان الأساسية بما فيها الحقوق المتعلقة بالحياة الشخصية والأمن المجتمعي العام.

لذلك، دعونا نقبل التقدم الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي ونحتفل بإنجازاته الرائعه لكن أيضا فلنتخذ الاحتراز اللازم ضد أي انحرافات محتملة للحفاظ علي سلامة واستقلال البشر ضمن مسيرة الحياة اليومية.

#قيم #التحول

1 Yorumlar