هل القدر كائن حي أم وهم بشري؟

تتناول المنشوران السابقان موضوعين مختلفين لكنهما يلتقيان عند نقطة مشتركة؛ مفهوم الاختيار والتأثير الخارجي عليه.

السرية والدين والهندسة المعمارية

يتحدث الأول عن نسل الهيكل وكيف حافظوا على سرية نسبهم رغم انتشارهم العالمي بعد انهيار مملكتهم.

هذا يدل على أهمية التقاليد والتراث الثقافي بالنسبة لهذه الجماعة وعلى قدرتهم على التأقلم والبقاء حتى لو كانت الظروف ضد وجودهم العلني.

وفي السياق نفسه، يتم التطرق لأبواب الألومينيوم الكلادنج والتي تدمج بين المتانة الجمالية والمقاومة للتآكل مما يوحي بأن الهندسة المعمارية أيضاً اختيار مدروس وعنصر أساسي للحماية والاستمرارية الحضارية للإنسان.

الحظ مقابل العمل الشاق والإصلاح

والثاني يناقش سؤال عميق وهو ما إذا كان الإصلاح يتحقق بداية بتركيز جهود الفرد الصالح داخل مؤسسات سيئة، وإذا كان بإمكان فرد واحد تغيير واقع المجتمع المحيط به.

هذا يرسم صورة لكفاح الإنسان لإحداث فرق وسط ظروف غير مواتية وربما مستحيلة تقريباً.

وهنا تأتي حكمة "الحقيقة تميل عندما يعاد ترتيب الكراسي".

تشير هذه العبارة المجازية إلى أن الحقائق ليست ثابتة دائما وأن رؤيتنا للعالم تتغير تبعاً للسياق والعوامل المؤثرة فيه.

وبالتالي قد يكون نجاحنا نتاج مزيج فريد من جهدنا الشخصي وظروف خارجية لا نستطيع التحكم بها بالكامل.

هل للقدر دورٌ في تحديد مصائر البشر ؟

بالنظر لكل ذلك، تبدو فكرة القدر وكأنها كائن حي يتلاعب بخيوطه المخفية بمصير الناس ومجريات التاريخ.

فكم من القرارات المصيرية اتخذتها شعوب وحكومات وأفراد أدخلتهم دوامات الأحداث وجرفتهم بعيدا عما خططوا له أصلا!

وما هي نسبة تأثير اختيارات الإنسان مقارنة بما هو مقدر مسبقا خارج دائرة تحكمه ؟

أسئلة فلسفية عميقة تحتاج نقاش واستقصاء لمعرفة مصدر قوتها وأوجه استخداماتها المختلفة عبر الزمان والمكان.

.

.

1 Komentar