"إعادة النظر في مفهوم العلوم الحديثة وضرورة وجود ضوابط أخلاقية"

في حين تتزايد الأصوات المطالبة بوضع حد لاستخدام الحيوانات في التجارب العلمية لأسباب اخلاقية ودينية، فإن التركيز المتزايد أيضاً على دور التكنولوجيا في التعليم يثير تساؤلات حول مستقبل العلم نفسه.

فهل أصبح الوقت مناسباً لإعادة تعريف ما يعنيه كون شيء ما "علمياً"؟

وهل ينبغي لنا أن نعيد تقييم الضوابط التي تحكم الممارسات العلمية بحيث لا تنظر ببساطة إلى النتائج المفيدة للمجتمع البشري فقط؟

إن مطالبة بعض العلماء بإجراء المزيد من البحوث باستخدام نماذج حاسوبية وخلايا جذعية بدلاً من اختبار المنتجات على كائنات ذات شعور وأحاسيس هي خطوة أولى نحو إعادة تشكيل القيم الأساسية للعالم الطبيعي والعلم التجريبي.

لكن هل يكفي ذلك حقاً لتحقيق تغيير جوهري في الطريقة التي نمارس بها العلوم اليوم؟

قد يكون الأمر أكثر تعقيدا مما يبدو عليه؛ إذ بينما نحاول الحد من معاناة المخلوقات الأخرى، ربما نحتاج أيضا لإعادة تأكيد العلاقة بين البشر والطبيعة وأنواع الحياة كافة الموجودة عليها.

وهذا يعني منح الاعتبار الواجب لكل الكائنات الحية ضمن عملية صنع القرار بشأن القضايا المتعلقة بالأبحاث والتجارب المختلفة.

وبالتالي، ستصبح مهمتنا التالية هي خلق علم شامل يأخذ بعين الاعتبار رفاهية جميع الكائنات ويضع حدوداً واضحة لما يعتبر مقبولاً وما لا يقبل به الضمير الجماعي للبشرية جمعاء.

وبالعودة مرة أخرى لسؤال بداية المقالة، فبالنظر إلى كل تلك المعايير الجديدة والمثالية المثارة مؤخراً، يصبح السؤال الآن منطقي للغاية: كيف يمكننا ضمان بقاء روح التعاون والتواصل الإنساني سليمة عندما يتم استبدال التواصل وجها لوجه بدروس عبر الإنترنت وتفاعلات افتراضية بشكل كامل تقريبا؟

إنه بالفعل وقت ثمين للتأمل العميق حول ماهية التعليم وكيف يمكننا تحقيق أفضل طريقة ممكنة لمساعدة الطلاب لفهم العالم ومعرفة مكانتهم فيه.

#المشكلات #نعمل

1 Kommentarer