العبر المستخرجة من مشاهد لا نتوقعها ## بين الكوميديا والاقتصاد.

.

دروس مستفادة!

في عالم مليء بالمفاجآت، غالبًا ما تحمل لنا الأحداث الغير تقليدية دروس قيمة.

ولعل أبرز مثال على ذلك هو دور الإعلام والإعلان الذي سلط عليه مسلسل "شاهد ماشفش حاجة" الضوء بطريقة ساخرة وروح الدعابة التي يتمتع بها الراحل الكبير عادل إمام.

فقد أصبح العصير الذي سُخر منه فجأة محط اهتمام كبير بعد انتقاده البديع، وهو دليل واضح على تأثير الدعاية حتى لو كانت سلبية.

وهذا يذكرنا بأن الانتباه مهما كان نوعه يمكن أن يلفت الأنظار ويغير توجه الجمهور نحو منتج معين بشرط استخدامه بحكمة ووعي.

وهناك جانب آخر هام يتعلق بمنظومتنا الاقتصادية الحالية ولاسيما الوضع الاقتصادي للسودان الشقيق.

إن تشخيص مشاكل كهذه يستدعي نظرة مختلفة وفهم عميق لطبيعتها الأساسية.

فعند دراسة المشاريع الصغيرة كالمقاهي مثلاً، نجد التركيز غالباً منصباً على الشكل والجوانب الجمالية فقط بينما يهمل الجانب الأكثر أهمية وهو التسعير والاستثمار الملائم.

صحيح أن الموقع عامل مؤثر لكنه وحده لا يكفي لجني الأرباح.

كما تلعب العوامل الخارجية مثل العقوبات الدولية وغيرها دوراً محورياً في تحديد مصير أي بلد وعجزها عن التعامل مع أسواق مالية عالمية يجعل الأمر أكثر سوءاً.

وبالتالي يجب البحث دوماً عن حلول وسط وقصيرة وطويلة الأمد لتحسين الاقتصاد الوطني.

ومن ثم تأتي أهمية تطوير منتجات محلية واستعمال المواد الخام المحلية لتوفير احتياجات البلد وتقليل الاعتماد الخارجي عليها.

بالإضافة لدعم صغار المنتجين وتشجيع الشركات الوطنية الجديدة لخلق بيئات تنافسيه سليمة تدعم نمواً مستداماً.

وفي الأخير يبقى التعلم المستمر والانفتاح الذهني عاملين حيويين لفهم ومعالجة أي قضية جديدة سواء أكانت اجتماعية ام اقتصادية.

فعالمنا متنوع وغني بالتجارب ويمكن لكل منا ان يستخرج منها الكثير ليطور نفسه ومحيطه للأفضل دائماً.

توصيل الفكرة عبر النكتة والسخرية : هل هي طريقة فعالة حقاً؟

بالنظر لموقف 'العصير' ضمن أحداث مسرحية شاهد ماشفش حاجة ، سنجد انه بالفعل استخدم كوسيلة ناقده وهزلية لإبراز بعض الحقائق الاجتماعية آنذاك وقد نجحت تلك الاسلوكية في جذب الإنتباه وإثارة النقاش حول الموضوع المطروح وذلك لان الناس بطبعهم انجذبون للنكت والفرفشة اكثر منهم للمعظمات والنصح التقليدي.

لكن تبقى فعاليتها نسبية وتعتمد علي عدة عوامل رئيسية وهي اولا جمهور الخطاب وثقافتهم ومدى تقبلهم لهذا النوع من الخطابات.

ثانيا المهارة الفنية لصناع المحتوي وقدرتهم علي ايصال رسالتهم بسلاسة ودقة دون جعل النص بعيدًا عن هدفه الرئيسي بسبب الحرص الزائد علي اسلوب طرحه.

ثالثا الضرورة الموضوعية للحاجة لاستخدام هذة الأسلوب فالبعض يميل إليه لاعتبار انها افضل الطرق لهم بينما البعض الاخر يعتبرها غير محترمه وغير جادة

#طرق #الظاهرتين

1 commentaires