إن مفهوم "التواضع" الذي تمت مناقشته سابقًا يؤدي بشكل مباشر إلى موضوع حيوي آخر وهو دور الأخلاق في التقدم العلمي والتكنولوجي الحديث.

بينما نسعى لاستكشاف آفاق جديدة وتحدي حدود فهمنا للكون، ربما قد أغفلنا أهمية البقاء ثابتين ومنضبطين أخلاقيًا خلال هذا المسار المتزايد التعقيد.

إذا لم نتخذ خطوات جادة لمعالجة القضايا الأخلاقية المتعلقة بالتقدم التكنولوجي مثل الذكاء الاصطناعي والهندسة الحيوية وغيرها الكثير، فقد نشهد سيناريوهات حيث يتم وضع المصلحة العامة والثقافية تحت رحمة الربحية والمصلحة الخاصة الضيقة.

وهذا الأمر ليس فقط مقتصرًا على الجانب العملي لهذه القطاعات، بل أيضًا يتعلق بكيفية رسم مسار التعليم والتنمية الذهنية للأجيال القادمة.

بالإضافة لذلك، تحتاج عملية صنع القرار فيما يتعلق بإعطاء الجوائز والتقديرات في مختلف المجالات بما فيها التعليم والرياضة إلى المزيد من الدقة والشاملية.

فوجود نظام واضح ومعتمد عليه يعتمد على معايير موضوعية أمر ضروري للغاية للحفاظ على النزاهة وضمان العدالة.

وفي النهاية، لا بد وأن يؤثر أي تغيير يحدث في هذه الأنظمة تأثيرا مباشرا وغير مباشر على المجتمع ككل وعلى كيفية تشكيل شباب المستقبل.

هذه النقاط الثلاث -الأخلاقيات في العلوم والتكنولوجيا، وصنع القرارات المبنية على أسس راسخة، وشكل تأثير نتائج تلك القرارت على الشباب والجيل الجديد- كلها مترابطة ومتشابكة فيما بينها وتشكل جزء مهم جدا مما نسميه "مشروع الإنسان".

إننا اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة لصوت حكيم لقيادة دفة السفينة وسط أمواج التغير العالمي المضطربة والتي باتت تهدد بقايا القيم الإنسانية التي ظلت قائمة لعصور طويلة.

#السماء #سيكون

1 Komentari