بينما نرى كيف تتواجد التكنولوجيا بداخل بيئاتنا التعليمية أكثر فأكثر - سواء كان ذلك عبر الذكاء الاصطناعي أو غيرها من الأدوات الرقمية المتقدمة - فإن هذا يطرح تساؤلات مهمة حول الطبيعة البشرية للدروس الدراسية.

هل سنصل يوماً إلى نقطة لا يصبح فيها وجود المعلمين ضرورياً بسبب القدرات التحليلية والتكييف الشخصي للتكنولوجيا؟

بالرغم من القوة الهائلة التي تمتلكها هذه الأجهزة الافتراضية، إلا أنها تفتقر إلى العديد من الجوانب الإنسانية.

تخبرنا بديعة والبصري بأن جانب المهارات الاجتماعية والعاطفية والأخلاقية التي يلعب بها المعلم دوراً مركزياً، يصعب على أي جهاز رقمي محاكاة.

بالإضافة لذلك، هناك حاجة دائمة لتوفير البيئة المناسبة للنمو النفسي والسلوكي للأطفال، وهذا ينطبق أيضاً في مرحلة الشباب والكبار.

ومع ذلك، دعونا لا نغفل الفرص التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي.

يقول عبدالحنان الموساوي إنه يمكن لهذه التكنولوجيا أن تصبح وسيلة فعالة لتعزيز القدرات الإنسانية، وليس تحديا لها.

ربما يكون الطريق الأمثل هو الجمع بين أفضل ما يتمتع به كل منهما؛ التفكير العميق للإنسان وقدرات الكمبيوتر على التنفيذ والاستيعاب السريع.

لكن تحت مظلة الاحتمالات المثمرة لهذا العالم الجديد، تستمر المخاطر كتهديد واضح حسب رأي خالد والحساني وصحيبه.

الخوف من خسارة الوظائف وعدم المساواة الاقتصادية هما أكبر هاجسين اليوم.

ومع ذلك، وفقاً لنرجس الشريف فإن الذكاء الاصطناعي لم يكن أبداً سببا خالصاً للفوضى; إنه يحمل معه فرصة خلق فرص عمل مبتكرة كذلك.

إذاً، يبدو الأمر وكأن الحل الحقيقي يكمن في فهم كيفية دمج التكنولوجيا داخل نظم التعليم لدينا بطريقة تشجع علي تنمية المواهب البشرية وتحافظ عليها بدلاً من محاولة استئصالها.

ومن الواضح أنه بغض النظر عن مدى تطورات التكنولوجيا، سيكون هناك دور دائم وطريق مفتوح أمام المدرسين الذين يستطيعون تفسير حياة الطالب في السياق الأكاديمي والشخصي.

12 Kommentarer