التوازن المفقود: هل نسينا الإنسانية في سباق التكنولوجيا؟

مع تزايد استخدامنا للتكنولوجيا بشكل لا يصدق، أصبح من الواضح أنه حان الوقت لنناقش التوازن بين تقدّمنا التقني وسعادتنا الشخصية والمجتمعية.

بينما تُحدث التكنولوجيا ثورة في مجالات عديدة، إلا أنها أصبحت تهدّد أيضاً بتجاوز حدودنا الإنسانية.

على سبيل المثال، عزلتنا الاجتماعيّة - كما ذكر هشام بن شماس - هي نتيجة غير مقصودة ولكنها واقعية لاستخدام الشبكات الاجتماعية.

بدلاً من الربط بين الناس، كثيرا ما نقضي ساعات طويلة في دوامة افتراضية تضيع فيها علاقاتنا الحقيقية.

وهناك، المشكلة الأمنية والقضايا المتعلق بانتهاك الخصوصية الشخصيّة.

كل مشاركة، وكل كلمة مكتوبة تحتفظ بها الشركات ونحن ندفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك.

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد.

فرغم أن الآلات يمكنها القيام بالعديد من الأمور بكفاءة مذهلة، فإن لها أثراً خطيراً على الوظائف البشرية.

وقد يؤدي الاعتماد الزائد عليها إلى خلق فقاعات اقتصادية حيث يصبح بعض الأشخاص غير قادرين على المنافسة في السوق الجديدة التي تهيمن عليها الروبوتات والذكاء الصناعي.

ثم يأتي موضوع الانحياز الرقمي الذي طرحته الدراسات الأخيرة حول مدى تأثره بقرارات النظام بما يتناسب مع جداول البيانات الموجودة عليه.

وهذا يعني أن الأشخاص الذين ليس لديهم تمثيل كبير في تلك البيانات قد يحصلون على معلومات أقل تناسب احتياجاتهم.

إلى جانب الحلول المطروحة بالفعل، يُشدد هنا على ضرورة النظر بشكل أعمق لما نريد وتحقيقه باستخدام التكنولوجيات الحديثة.

نحن كمستخدمين نملك القدرة على تحديد أولوياتنا بإعادة تنفيذ النظام لكيفية عمل التكنولوجيا لصالح الإنسان وليس العكس تماماً.

دعونا نبقى صادقين معنا ومع مجتمعاتنا أثناء رحلتنا نحو التفوق التكنولوجي.

دعونا نتذكر دائماً أن الفنار هو الإنسان وأن أي اختراع يجب أن يحقق سعادته قبل سعادة نفسه.

#الناشئة #ينبغي #نهج

12 التعليقات