بالرغم مما سبق ذكره حول أهمية التعليم الأخلاقي الرقمي وضرورة التعامل بحذر مع الذكاء الاصطناعي لمنع الانتشار غير المرغوب فيه للتضليل الرقمي، إلا أنني أرى ضرورة التركيز أيضاً على مفهوم "المسؤولية الرقمية المشتركة".

يجب أن يتعدى مفهوم المسؤولية الرقمية حدود المستخدم الفردي ليشمل جميع الجهات ذات الصلة؛ الشركات التقنية الحكومات والمؤسسات الأكاديمية.

فعلى سبيل المثال، يجب وضع ضوابط قانونية صارمة تُلزم شركات التواصل الاجتماعي بتحمل مسؤوليتها تجاه نشر معلومات مغلوطة وضارة.

كما يتعين عليها تطوير أدوات فعالة لرصد وتقصي الأخبار المزيفة ومن ثم تصحيحها قبل انتشارها.

أما بالنسبة للحكومات فتتحتم عليها سن قوانين وتشريعات مناسبة لحماية حقوق المواطنين ضد التلاعب الإعلامي وانتهاك خصوصيتهم.

وفي السياق نفسه، يلعب دور القطاع الأكاديمي حيويّا حيث عليه غرس قيم الفطن والانتباه لدى الطلاّب منذ المراحل الدراسية الأولى وذلك بتضمين مقررات دراسية تتناول موضوعات تتعلق بالأخبار الزائفة وأثرها المدمر على المجتمعات.

كل ذلك بالتوازي مع جهود زيادة الوعي العام بمهارات التمييز بين الحقائق والخرافات والتي تعتبر ركيزة رئيسية لمحاربة مخاطر العصر الرقمي الحديث.

باختصار شديد، إن مكافحة التضليل الرقمي هي قضية جماعية متعددة الأوجه تستحق اهتمام كل شرائح المجتمع بما فيها الحكومة والصناعة والمدارس والعائلات والأفراد لتكوين جبهة دفاع مشتركة ضد موجات الدعاية المغرضة والنفاق المعلوماتي.

وبدون عمل مشترك منظم ومدروس بعناية فلن يكون بالإمكان تحقيق الانتصارات المطلوبة بهذا الصراع المصيري والذي يؤرقنا جميعا!

#باستمرار #الوصول #مهمة #البشر

1 تبصرے