إن ما يواجهه عالم اليوم من تحولات جذرية بسبب الثورة الصناعية الرابعة واندماج نماذج الأعمال التقليدية مع التقدم التقني المتسارع يتطلب منا النظر بعمق أكبر فيما يعتبر حقاً "ربحي".

فالربحية لم تعد تقاس فقط بمقياس الدولارات والعوائد المالية القصيرة الأجل، بل تتجاوز ذلك لتضم الاستثمار في كفاءة الأنظمة الاجتماعية والثقافية والبشرية.

إن مفهوم "رأس مال جبان" كما وصفته قد يكون مرتبط بتاريخ معين وظروف اقتصادية مختلفة عما نراه اليوم حيث أصبح هناك وعياً متزايد باستمرارية المشاريع وأثرها المجتمعي طويل المدى والذي يعد مصدرا أساسيا للقيمة الفعلية للمؤسسات الحديثة سواء كانت شركات ناشئة صغيرة أم مؤسسات عملاقه متعددة الجنسيات تعمل تحت مظلة المسؤولية المجتمعية الصاحبة.

وعلى صعيد آخر، يبدو مزيج الذكاء الاصطناعي ودوره المؤثر للغاية ضمن اطار الاقتصاد الرقمي بالإضافة لأبعاد مشكلات مثل اختلال التوازن الاجتماعي وخطر الانعزال الإلكتروني وغيرها الكثير مما يستوجب اعاده تصوير مهنة المعلم التقليدي ليصبح مرشد ومعلّم معرفة يعمل بخبراته الخاصة وكأن كل طالب لديه مخطط تعليم فردي خاص به حسب احتياجاته ورغباته الشخصية مستخدما أدوات تعليميه حديثه تسايره وتمكن الطالب من تطوير ذاته أكاديميا وثقافياً.

وفي النهاية ليس هنالك شك بأن العلاقة الحميمة بين الإنسان والحاسوب ستزداد قوة تدريجيا خلال السنوات المقبلة وأن هذة الشراكة سوف تفتح أمام الجميع العديد من الفرص غيرالمسبوقة والتي بدورها تستلزم المزيد من البحث والاستقصاء حول كيفية تحقيق أفضل استفادة منها وضمان عدم اغفال العنصر البشري الأساسي طوال رحلتنا نحو المستقبل.

#يعني

1 commentaires