إن مفهوم "الإسلام الجداري"، كما وصفته النصوص السابقة، يحمل داخل طياته خطرًا عميقًا؛ فهو يمثل صورة مشوّهة للإسلام الأصيل الذي يدعو إلى الرحمة والتسامح والعطاء.

وعندما يتم تحويل الإسلام إلى شكل خارجي فارغ من جوهره العميق، تتحول الممارسات الدينية إلى مجرد عادات وتقاليد بلا روح وبلا تأثير حقيقي على حياة الناس اليومية وعلى قرارات صناع القرار السياسي والديني.

ويكمن الخطر الأعظم لهذا النوع من الإسلام المزيف أنه يسمح باستغلال الدين لأجل تحقيق مصالح آنية وفئوية تحت غطاء شعبي واسع النطاق، الأمر الذي قد ينتج عنه تغذية الشعور بالانقسام المجتمعي والاستقطاب الفكري والثقافي، بالإضافة إلى تقويض ثقة المواطنين بمؤسساتهم الرسمية وسلطاتها العليا.

وفي مثل هذه البيئات الاجتماعية المضطربة، يكون الطريق مفتوحًا أمام القوى المتشددة لاستخدام خطاب الكراهية وتنظيم الاعتداءات ضد المختلفين معهم عقيدة ودينًا وثقافة.

وبالتالي، يتحول الدين نفسه - والذي كان المفترض به أن يوحد الجميع ويجمع صفوفهم – ليتحول لعامل فرقة وتمزيق للمجتمعات المسلمة حول العالم.

وعليه، فأنه لمن الضروري العمل الجاد لإعادة تأكيد الجانب الروحي والإنساني للتعاليم الإسلامية السمحة والحث عليها وتعزيزها حتى نحافظ علي سلامتنا الداخلية ونضمن مستقبل أفضل لنا جميعا بعيدا عن أي نوع من أنواع التطرف والغلو والاستغلال السياسي للدين!

1 Bình luận