الثورة الصناعية الرابعة تغير شكل العمل والتعليم؛ فالتحدي اليوم هو كيف نستطيع توظيف تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتلبية حاجات المجتمعات المختلفة مع مراعاة خصوصيتها الثقافية والإنسانية.

إن التعليم الشامل والمتنوع ضروري لإعداد جيل قادر على التعامل مع متطلبات سوق العمل المتغيرة باستمرار.

كما يحتاج المجتمع إلى ضمان حصول الجميع - وخاصة الفئات الضعيفة - على فوائد التقدم التكنولوجي وعدم ترك أحد خلف الركب بسبب اختلاف الظروف.

وهذا يستوجب وضع سياسات اجتماعية فعالة تحمي حقوق الناس وضمان توزيع عادل لثمار النمو الاقتصادي الناتج عن هذه التحولات الكبيرة.

وفي الوقت ذاته، تعد الأخلاقيات والقيم الإنسانية ركن مهم لاستخدام هذه الأدوات بشكل مسؤول واحترام الخصوصية والفروق الفردية لكل مجتمع.

وعند الحديث عن تأثير الذكاء الاصطناعي على الحفاظ على تراثنا الثقافي، فهو فرصة ذهبية لوصول معرفتنا للعالم ولعرض جمال ثقافاتنا وغنى موروثنا لأجيال مختلفة حول الكرة الأرضية.

ولكنه أيضا مسألة حساسة للغاية لأنه قد يشوه واقع ماضينا ويقلل من قيمة العنصر البشري الحيوي والذي يعتبر مصدر أصالة أي حضارة.

لذا، فلابد وأن نواجه هذه التطورات بحذر شديد ونعمل دوماً لصالح الإنسان قبل وبعد أي اعتبار آخر.