هل ندرك حقًا إلى أي مدى يمكن لتخيلاتنا وإبداعاتنا أن تحد من خلال الزمن، ذلك الجوهر المجهول؟
فإذا اعتبرنا الزمن عائقًا لا يُغلَّب، فأليس من المضحك أن نفكر في هذه "القدرة" على التلاعب كونها خارج متناولنا؟
إذًا، إن كان لنا القدرة على تغيير سرعة الحياة أو تأخير لحظاتها، فلماذا لا نستخدم هذا "التحكم" في خدمة المجتمع والبشر بدلاً من النظر إليه كغاية مجردة؟
ربما يكون التحدي ليس في التلاعب بالزمن نفسه، بل هو أن نصبح أكثر ذكاءً وإبداعًا في كيفية استخدام الزمن المتاح لنا.
أليست المأساة هنا تكمن في التقليل من قيمة إمكاناتنا بالاعتقاد أن "التحكم" معرفة ثابتة وغير قابلة للوصول؟
فليس المهم كثيرًا أن ندرك إذا كان الزمن يمكن التلاعب به، بل هو كيف نستخدم ما تقدَّم لنا من علم وتقدم في خلق سياق أكثر عدالة وحرية.
هل يجب أن نُعرِّف حدودنا فقط بواسطة ما هو قابل للملاحظة والقياس، أم يمكن لروح التخيل أن تتجاوز كل الأسس التي رسمها العقل البشري؟
فإذا اعتبرنا الزمن جزءًا من خيط معرفتنا وتاريخنا المشترك، فأليس لدينا قدرة على تحويله إلى وسيلة للتغيير بدلاً من القبول المُسَلِّم؟
إذًا، هل نستعد دائمًا للخوض في أسرار الزمن، أم نتجاوز كل الفروض التي رسمها ذكاء بشري يُحافظ على "القابلية" و "غير المعروف"؟
لست هنا لأجادل في مدى قدرتنا أو عجزنا، بل أطرح تحديًا: إذا كان الزمن يظل صعب التلاعب به، فهل نستغل المعرفة والإبداع لخلق مسارات جديدة في سعينا نحو تحسين حضارتنا؟
هذا هو الزمن: تحدي يدعو إلى التفكير والإبداع دون حدود، قوَّة مجردة للتغيير إذا فضلنا أن نرى فيه سلاسل غير مرئية تقودنا إلى المستقبل الذي نحلم به.

#فهمه