في عالم اليوم الرقمي، نعيش حقبة مزدوجة حيث تتداخل بين يدَيْنِ الثورَتَانِ الرئيسيتان اللتان تغيّران واقعَ حياتنا ومعارفنا: فورْمَاتْ الحاسوب والانترنت.

هاتان الأداوَتان ليستا متقابلتين ولكنهما متعاضدتان لتحقيق هدف واحد وهو تنظيم المعرفة وضبط تدفقاتها.

إذا كانت فورْمَات هي الضابط المنظم لمعلوماتنا الشخصية والحاسبية، محافظا عليها ضد الازدحام والفوضى وفالكوارث البرمجية والفيروسات، فإن الانترنت يمثل نافذتنا نحو العالم الرقمي وشبكاته الاجتماعية والثقافية والعلمية الواسعة.

إنهما كالوجهتين المتكاملتين لعملة واحدة متماسكتين ببعضهما البعض لبناء كيانٍ افتراضي قوي وقادر على تحمل مصاعب الحياة الإلكترونية الحديثة.

ولكن هل يكفي ذلك فقط ؟

بالتأكيد لا !

لأن التحكم بهذا الكيان الافتراضي الجديد يستوجبان دراية عالية بمبادئ الأمن السيبراني واحترام خصوصيتنا الرقمية.

كما يتطلب منا تطوير مهارات البحث والاستقصاء الذكي لاستخلاص الدروس المفيدة وحماية وقتنا الذهبي وسط كم هائل ومتزايد باستمرار للمحتويات الغير ذات جدوى والتي تستغل اهتمامات البشر الطبيعية لجذب أكبر عدد ممكن منهم بغرض الربح التجاري مثلا.

.

.

وهذه مسألة تحتاج لفحص نقدي عميق لكل ما يجذب انتباه المرء أثناء رصد الأخبار المختلفة عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.

وفي النهاية، علينا جميعا الاعتراف بأن التطور الرقمي جزء أساسي من مستقبل البشرية وأن التحديات المصاحبة لذلك ستزيد سويا مع مرور الوقت لذلك فعلينا عدم الانجراف خلف أي موجة عابرة واتخاذ قرارت مدروسة قبل اقتناء المزيد والمزيد من الوسائط الالكترونية الجديدة كل يوم وذلك لحماية موارد الأرض وكوكبها الأزرق الجميل خاصة بعد فترة طويلة جدا قضيناها بعيدا عنها بسبب جائحة كورونا وما صاحبها من آثار بيئية جمّة .

فلنفكر مليّا فيما نقدم عليه ولنجعل رسالتنا دائما مبدأ :«الأفضل ليس الأكثر».

#إدارة #الدخول #طريق #التسجيلات #جانب

1 Yorumlar