في عالم اليوم، حيث أصبح التحكم بالمعلومات أكثر سهولة وفعالية بفضل التقنيات الحديثة، هل يمكننا حقاً القول بأن الديمقراطيات تتمتع بحريتها الكاملة عندما يكون للإعلام دور كبير فيه؟

وما علاقة ذلك بسياسات التقشف التي تُفرض على البلدان ذات الدخل المنخفض والتي غالباً ما تتزايد فيها معدلات الدين العام رغم تطبيق تلك السياسات الصعبة اجتماعياً واقتصادياً؟

قد يشير هذا إلى وجود نظام يتحكم بمسارات السياسة العامة ليصب بالتالي لمصلحة قوى اقتصادية وسياسية معينة وليس للشعب نفسه كما يفترض بنظام الحكم يهدف للديمقراطية فعليا!

إن استقلالية وسائل الإعلام ومحاسبة الحكومات عن قرارتها هما الركيزتان الأساسيتان لأي دولة تسعى نحو تحقيق صورة نقية عن مفهوم "الديمقراطية"، لكن الواقع يؤكد عكس ذالك خصوصا عند النظر لتلك الحالات المشار إليها سابقاً.

فالتلاعب الانتخابي الإلكتروني أيضاً أمرٌ قابل للنقاش وبشدّة خاصة خلال السنوات الأخيرة نظراً لما شهده العالم مؤخراً من انتخابات مشبوهة النتائج مما يزيد الشكوك حول نزاهة العملية برمتها وبالتالي شرعيتها الأخلاقية والقانونية أمام شعوب الأرض جميعها بلا استثناء.

وفي نفس السياق، تعتبر المقررات التعليمية أحد أهم عناصر بناء الشخصية المجتمعية للفرد داخل أي كيان وطني مهما اختلفت تسمياته التاريخية والجغرافية وغيرها.

فهي تشكل وعيه وتوجّهه نحو مستقبل أفضل أم أنها تعمل فقط لإعادة إنتاج النمط الطبقي المهيمن حاليا والذي يقوده أولئك الذين يستغلون موارد البلاد لصالح مجموعات صغيرة محدودة العدد والامكانيات والحقوق؟

.

إن كانت كذلك فإن الحديث حينها سيكون مختلفا جذريا وسيشمل مسائل متعددة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وحتى النفسية منها بسبب تأثيراتها العميقة والممتدة عبر الزمن لفترات طويلة جدا مقارنة بعمر الإنسان الواحد.

لذلك وجبت دراسة كل جانب بدقة شديدة لاتخاذ القرارات المصيرية المبنية عليها مستقبلا سواء فيما يتعلق بالإعلام الحر والديمقراطي ام غيره الكثير الذي يتداخل ويتشابك بنفس القدر تقريبا.

#الشركات #توجد #إلكترونيا #ديونها

1 التعليقات