**إعادة النظر في مفهوم "القوة" في اقتصاد الغد : هل هي اقتصادية أم تسويقية ؟

.

في عصر الترابط العالمي المتسارع ، حيث تصبح الأسواق أكثر تنافسية وتعقيدا يوما بعد يوم , لم تعد القوة الاقتصادية وحدها كافية لقيادة الشركات والدول نحو المستقبل .

فالمهارات التسويقية الفذة أصبحت عنصر جوهري للتفوق والتميز .

فلنتأمل الأمر : لو امتلكت شركة منتجا عالي الجودة بسعر مناسب ومع ذلك فشلت في الوصول للمستهلك المناسب وفي الوقت الصحيح باستخدام أدوات تسويقية مبتكرة ؛ فلربما كانت مصيرها الخمول رغم جودتها النسبية مقارنة بمنافسيها الذين ربما كانوا أقل منها جدارة ولكنهما عرفوا كيف يصلون لأكبر عدد مستهدف منهم !

وبالتالي يمكننا التأكيد علي ان التسويق بات محورياً لفهم احتياجات السوق واستهداف شرائح العملاء بدقة وهو عامل مؤثر جدا فيما يعرف بقوى جذب الطلب .

كما انه عندما يتعلق الأمر بالأمم والدول ؛ فان القوة الاقتصادية ليست سوى جزء واحد مما يجعل وطنا قويا ومؤثراً عالمياً.

فالقدرة علي تسويق البلاد كمكان جاذب للاستثمار والسياحة والعقول الواعدة يعد جانبا أساسيا لبناء مكانة دولية مرموقة .

تخيل مثلا دولة تمتلك ثروات طبيعية هائلة لكن حكوماتها غير قادرة علي اجتذاب السياحة إليها بسبب ضعف حملات الترويج لجوانبها الجميلة والمتنوعة ثقافياً.

.

.

حينئذٍ ستظل هذه الدولة تحتل مرتبة أقل وسط قائمة الدول المصدرة للطاقة بينما كان بإمكانها الاجهاز علي مكانة أقوى تأثيرا اذا حسن استخدام اسليب التسويق لديها لتظهر للعالم جوانب اخرى منها .

وباختصار فالتركيز الآن ينبغي أن يتحول الي خلق التكامل بين القوتين لأجل مستقبل اقتصادي مزهر .

فالدولة التي تزدهر اقتصادتها دون القدرة علي تسويق نفسها داخليا وخارجيا لن تتمكن أبداً من بلوغ كامل امكانياتها .

كذلك المؤسسات التي تحاول اختراق أسواقا عالمية بشروط تقليدية ضيقة النظرة سوف تواجه صعوبات شديدة خاصة امام منافسين يتمتعون بروح تسويقية عالية الدرجة .

لذلك دعونا نعترف جميعا بان مستقبل العالم الاقتصادي يعتمد ارتباط تام بنماذج جديدة تقيس القوة بما يفوق الناتج المحلي فقط وانما ايضآ بحسن ادارته وترويجه لفائدته الأمثل .

أخيرا وليس آخرا لا يوجد شخص خبير بالتسويق ولا يحلم بتأسيس مشروع خاص به أو قيادة فريق عمل معين نحو مزيد من الانجازات!

لذلك دعونا نتحدث عن اهميه اكتساب مثل هذه المهارة سواء للفرد أو الجماعات بغض النظر اذا كنا رجال أعمال حاليين أم مستقبليين .

فالعالم اليوم ملك لمن يستحق وليس لمن يملك فقط .

1 Reacties