إن التحولات التكنولوجية العملاقة مثل الثورة الرقمية وصعود الذكاء الاصطناعي وتقدم العلوم الأخرى تحمل وعودًا عظيمة لمستقبل البشرية، لكن هذا المستقبل يتطلب رؤية شاملة للطرق التي تؤثر بها هذه الأدوات التكنولوجية والقوى المتحكمة فيها على حياة الناس وعلى المجتمعات والثقافات المختلفة.

قد يكون تعليم الأطفال برمجيات البرمجة وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها من مهارات القرن الواحد والعشرين أمرًا مهمًا للغاية بالنسبة لأطفال الغرب الذين سيصبحون مهندسين ورجال أعمال وقادة مستقبليين، ولكنه أقل أهمية بكثير بالنسبة لطفل أفريقي فقير يكافح كل يوم ليحصل حتى على الماء النظيف ويأمل ببساطة فقط في الحصول على فرصة عيش حياة بسيطة وكريمة.

بالتالي، فالحديث عن فوائد الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تحسين الكفاءة وزيادة الإنتاجية أمر جيد بالفعل، ولكنه غير كامل ما لم يتضمن نقاشات جادة حول كيفية ضمان استفادة المجتمع العالمي كله من تلك التقنيات ومنع هيمنة قِوى رأسمالية وجيو-سياسية محدودة عليها واستخداماتها لصالح أغراضها الخاصة كما يحدث الآن في العديد من البلدان التي تستغل موارد الدول الفقيرة وثقافتها وشبابها بحثًا عن المزيد من الأموال والسلطة السياسية.

لهذا السبب بالضبط يتعين علينا النظر بإمعان ودون أي قيود أو تحفظات لكل جوانب الواقع الاجتماعي والاقتصادي العالمي حاليًا وفحص مدى ملاءمتها للعصر الجديد الذي بدأ فعليا منذ سنوات قليلة مضت بفعل اختراع الإنترنت وانتشار الهواتف الذكية وظهور بيانات الضخمة (Big Data) وغيرها الكثير.

.

وبعد إجراء هذا التحليل الدقيق والشامل فقط سنتمكن حينئذٍ من تصميم منظومات تعليمية مناسبة لهذا العالم الجديد حيث يتم اكتساب المعلومات والمعارف عبر وسائل مختلفة وغير تقليدية تمامًا مقارنة بما اعتاده معظم الأشخاص خلال العقود الماضية وحتى قبل ظهور شبكة الانترنت عالمياً.

ومن الواضح جدًا أن هذا النوع الجديد من التعليم سوف يتعدى نطاق الفصول الدراسية التقليدية وسيصل إلى أبعد المناطق النائية والمعزولة جغرافيًا وسيضم شرائح واسعة ممن كانوا محرومين سابقًا بسبب موقعهم الجغرافي الصعبة أو حالتهم الصحية المزمنة وما إلى ذلك.

.

.

وسيكون محور التركيز الرئيسي لهذه العملية التعليمية الجديدة متمركزًا حول الاحتياجات المحلية الخاصة بكل منطقة ولُغة أهل المنطقة بالإضافة طبعًا للمعرفة العلمية الأساسية المشتركة عالميًا كتاريخ الرياضيات والفلسفة الطبيعية وهكذا دواليك.

وعليه، فقد يحقق الذكاء الاصطناعي نجاحات باهرة في ميادينه المختارة، وقد تقوم الشركات بتحويل صناعتها بأسرها رأسًا على عقب للتكي

#كانت #فهو #تدعم #عمل #نفسه

1 Kommentarer