الانسان أمام مفترق طرق حيث تصبح أخلاقياته هي البوصلة الوحيدة للتوجيه بين الاختيارات الصعبة ضمن عالم مليء بالإغراءات الرقمية.

بينما نحقق المزيد من الانجازات العلمية والتقنية الرائعة والتي تعد بإحداث تغيير جذري في حياتنا اليومية، فإن الأمر الأكثر أهمية الآن يتمثل في تحديد القيم الإنسانية الأساسية التي ستوجه مسارات تطور تلك الأحلام التقدمية.

إن الأصوات التي تهتف للتقدم العلمي لا ينبغي أبداً ان تغطي جوقة التحذيرات الداعية للحذر والحكمة والرشد عند التعامل مع القدر الهائل للسلطة الممنوحة للإنسان نتيجة لهذه الاكتشافات الثورية الجديدة.

وعندما يتعلق الموضوع بمعظم التعاطف والقيم الأخلاقيّة العليا لدينا فلابد وان نواجه السؤال التالي : هل نحن مستعدون لاستخدام معرفتنا وقدراتنا اللامحدودة لتحقيق رفاه البشرية جمعاء؟

أم سنظل أسيرين لانانيتنا ورغبتنا الجامحه بالتفوُّق بغض النظر عمن سيدفع الثمن ؟

إن الوقت قد بات مناسب جدا لإعادة النظر بواقعيتنا الاجتماعية وبناء نظام عالمي أكثر عدالة وشمولا قبل فوات الآوان .