تحقيق الانسجام بين الحياة المهنية والشخصية: رؤية واقعية وعملية

تواجه العديد من الأشخاص صعوبة في إدارة حياتهم اليومية بسبب الضغوط المرتبطة بالتوفيق بين عملهم وحياتهم العائلية.

ففي حين يدعو البعض إلى "التوازن" بين العمل والحياة، فإن هذا المصطلح قد يكون مضللاً ويعطي انطباعاً زائفا بإمكانية تحقيق نقطة وسط ثابتة.

بدلاً من ذلك، أقترح مفهوم "الانسجام".

فالانسجام يعني قبول الطبيعة الديناميكية لحياتنا والسعي لخلق حالة من التعايش بين المسؤوليات المتعلقة بالعمل وتلك المتعلقة بالأحباء.

لماذا لا يعمل مفهوم التوازن دائماً؟

يعتمد مفهوم التوازن على افتراض أنه يوجد حل وسط مثالي يمكن الوصول إليه والذي يسمح لك بتكريس وقت متساوي للعمل وللحياة الشخصية.

ومع ذلك، فإن الواقع غالباً ما يعرض لنا حالات طوارئ وظروف غير متوقعة تجبرنا على تخصيص المزيد من الوقت لأحد المجالين على حساب الآخر مؤقتًا.

لذلك، بدلاً من الشعور بالإحباط عندما تنقطع عن روتينك المفترض، عليك تبني مرونة أكبر وتقبل تقلبات الزمن.

كيف يمكنك إنشاء حالة من الانسجام؟

1.

ضع حدودًا واضحة: حدد أولوياتك وحدّد الحدود بين وقت العمل ووقت الأسرة بوضوح.

حتى لو كنت تعمل عن بعد، خصص منطقة مخصصة لعملك بعيدا عن مناطق الراحة والاسترخاء.

بهذه الطريقة، تصبح قادرًا على الفصل الذهني أيضا بالإضافة إلى المكاني.

2.

كن حاضراً هنا والآن: سواء كانت لديك مهمة كبيرة يجب إنهائها خلال ساعات العمل الرسمية أو موعد عشاء مهم مع أسرتك، اجتهد كي تركّز ذهناك على النشاط الحالي.

سيساعد هذا في زيادة إنتاجيتك وكفاءتك وفي نفس الوقت الاستمتاع بوقتك مع أحبتك بشكل أكمل.

3.

مارِس هوايات تجمع بين العالمين: ابحث عن طرق لإدخال اهتمامات خارج نطاق عملك داخل عالمك المهني والعكس صحيح.

اقرأ كتاب تطوير ذاتي متعلق بمجالك أثناء فترة استراحة عملك القصيرة واذهب برحلات ميدانية تعليمية مع فريقك.

أمّا بالنسبة لجزء التواصل الاجتماعي الخاص بك، فتحدث مع زملاء العمل القدامى الذين أصبحوا الآن أصدقاء مقربون واستغل لقاءات الشركة للتواصل الشبكي أيضًا.

4.

اهتم بصحتك البدنية والنفسية: تأكد من حصول جسمك على مستوى جيد من النوم والراحة عبر اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة المنتظمة.

لن يؤثر هذا التأثير إيجابياً فحسب على أدائك العام وإنما أيضاً على مزاجك وبالتالي على علاقاتك الاجتماعية والرومانسية.

باتباع خطوات بسيطة كهذه، تستطيع خلق نوع مختلف من العلاقة الحميمة مع كلا جوانبي الحياة– جانب مهنتك وجانب مساحتك الشخصية.

فلننظر إليها كسيمفونية جميلة بدل من سباق ماراثوني مرهق.

عندها سوف تقدر حق القدرة البشرية الفريدة على الجمع الدؤوب للسلوك المنضبط والمعرفة الواسعة والشغف الكبير.

ختاما، أتمنى لو شاركت تجربتك الشخصية في التعامل مع هذين الموضوعين

1 التعليقات