إن التركيز المفرط على الجانب "العاطفي" في التعليم قد يخلق جيلاً حساسًا للغاية وقادرًا على إدارة مشاعره بكفاءة عالية؛ إلا أنه قد يتجاهل بُعدًا مهمًا وهو البُعد الرُوحي والإنساني الأعلى.

إن مفهوم السلام الداخلي الحقيقي لا يتحقق فقط بإتقان التنظيم الذاتي وحل النزاعات الشخصية، بل أيضًا بتنمية العلاقة بين الإنسان وخالقِه وبين الإنسان ونفسه والعالم المحيط به وفق قيم ومعايير روحية عميقة.

فقد تؤثر غيبة الدروس المتعلقة بالأخلاق والقيم المجتمعية والدينية سلبيًا حتى لو كانت نيات الإصلاح حسنة.

لذلك يجب مراعاة هذا الجانب عند وضع الخطط المستقبلية لمنظومات تعليمية متكاملة وشاملة لكل جوانب حياة الطالب.

فلا يكفي الاهتمام بصحة الطلاب النفسية والعقلية بينما يتم تجاهل صحتهم المعنوية وروابطهم الاجتماعية الراسخة بمبادئ سامية خالدة.

فالتربية الروحية هي الأساس المتين لبناء مجتمع قوي ومتماسك قادر على تجاوز تحدياته ومواجهة مصاعبه بروح التعاون والتسامح والمحبة.

وفي النهاية تبقى المقاصد النهائية لأي نظام تربوي هي خلق كائنات بشرية متعادلة ومتوازنة، جسدياً وفكريًا وعاطفياً وروحياً.

وهذا هو جوهر أي مشروع حضاري ناجح منذ القدم وحتى وقتنا الحالي.

#يمكن #التعليم

1 Komentar