رحلة بحث عن توازن دقيق: هل فقدنا روح الإسلام؟

في خضم نقاش حول "إعادة صياغة الفتوى"، نشعر بأن جذور الدين تتعرض لهزة قوية.

إن تركيزنا الزائد على تعديل النصوص القديمة ليواكب الزمن الحالي يخلق مخاوف حقيقية بشأن جوهر عقيدتنا.

فـ "ما أُحدِثَ فهو بدعة".

هذا ليس مجرد كلام فارغ؛ إنه تحذير واضح ضد الانجراف في دوامة تغييرات عشوائية تستنزف قوة الشريعة وتنتزع منها صلابتها.

بدلاً من ذلك، دعونا نبحث عن طرق تكيفية تسمح للقيم الإسلامية بالتفاعل بانسجام مع واقع متغير سريع الخطى.

وفي ذات السياق، يتجاهل البعض جانبًا حيويًا لا يقل أهمية وهو الدور المجتمعي للدين.

فالإسلام ليس عبادة فردية منعزلة وإنما هو أيضًا جسر للتواصل وبناء علاقات متينة داخل المجتمع.

إن اهتمامنا المبالغ فيه بتفاصيل الأحكام الشرعية غالبًا ما يجعلنا نغفل غايات أكبر وأعمق تتمثل في الرحمة والتسامح وحماية حقوق الجميع.

وبالتالي، فإن تجاهلنا لهذا الجانب الاجتماعي قد ينتج عنه جماعات متحجرة فكريًا وفاترة مشاعرٍ إنسانيا.

ومن الواضح أنه لا يجوز لنا الاستسلام لهذه الثنائية الضيقة والتي تقسم الحياة إلى قسمين منفصلين: روحي واجتماعي.

فالإسلام كمالٌ متكامل لكل جوانب الإنسان ولذلك كانت رسالة محمد ﷺ خاتم الرسل ودين الله الخالد.

لذلك فلنجتهد في الحفاظ على هذا الاتزان الفريد ونعيد اكتشاف جمال الدين عندما نتآزر ونتكاتف كأسرة واحدة كبيرة موحدة بروابط الأخوة والإيمان.

1 Kommentarer