التأمّل الذاتي والسرد الأدبي كمرآة للثقافة والهوية: هل سبق وفكرتم يوماً بأن الكتابة اليومية للمذكرات قد تترك بصمتها في تاريخ الأمم وثقافتها؟

إنها أكثر بكثير من كونها وسيلة لتتبع الأحداث الشخصية وحسب!

فهي نافذةٌ تُطلُّ بها المجتمعات عمّا بداخِلِها وتعتصر به أرواح أبنائها؛ فرحاً ويأسٌ وشوقاً وخيبة.

.

.

إنها سجل يفقه روح العصر ويكتب روايته مقترنة بعمق التجربة الإنسانية لكل فرد فيها.

فعندما نقرأ مذكرات بعض الأدباء العرب القدامى مثلاً، سنجدهم يتحدثون عن واقع اجتماعيه وسياسي مختلف عما نجده الآن لكن جوهر ما يقولونه بقيت قيمته كما هو طوال الوقت لأنه يعبر عن هموم الناس ويسلط الضوء علي تفاصيل حياتهم مما يجعل اقرب الي الواقع واكثر تأثيراً.

وبالمثل فإن أعمال رواد الأدب المسرحي والرواية أمثال توفيق الحكيم وغيره لم يكن هدفها تسلية الجمهور فحسب وإنما حمل رسائل مهمة ورسخ لقضايا اجتماعية وأظهر جوانب خفية من حياة المصريين والعرب بشكل عام آنذاك وكان له تأثير كبير عليهم وعلى نظرتهم لأنفسهم وللعالم المحيط بهم.

وهكذا نجد أيضاً في شعرنا العربي القديم الذي أغنى تراثنا بالألوان المختلفة مثل شعر الغزل والحنين والديني منه والذي زادت شهرته بسبب ارتباط اسمه بالنبي الأعظم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

كل نوع يحكي جانباً مهماً من وجدان صاحب القصيدة وما مر به من مواقف جعلته ينظم له أبياته الخالدة حتى صارت جزء لا يتجزأ من ثقافتنا وهويتنا.

فلنشجع الجميع بالتالي علي الاستمرار بهذه الطريقة الجميلة للتعبير عن الذات وان نشاطره افكارنا عبر وسائل الاتصال الحديثة كي لاننسى جذور المجتمعات وتعزيز روابط الأخوّه فيما بينا دائما وابدا .

أتطلع لسماع آرائِكم يا أصدقاء المعرفة!

1 التعليقات