العنوان: هل أصبح عصر "الفلسفة الاستهلاكية" هو العائق الرئيسي أمام احترام الخصوصية؟

هل هناك علاقة وثيقة بين نمط الحياة الاستهلاكي الحالي وانتشار انتهاكات خصوصية المستخدمين رقميًا؟

تبدو القصص والأمثلة المذكورة أعلاه متنوعة الظاهر لكنها تتشارك جوهر واحد عميق – العلاقة الغير مستوية والمتغيرة باستمرار ما بين السلطة والمعرفة والسلطة مرة أخرى.

إن مفهوم "الفلسفة الاستهلاكية" كما اقترحه زيمرمان يشمل مجموعة واسعة من سلوكيات البشر تجاه المنتجات والبيانات وحتى المعلومات الشخصية.

فهو يوحي بأن الكثير منا يرغب في الحصول على شيء جديد وبسرعة، بغض النظر عن مصدر ذلك الشيء أو تأثيراته الطويلة الأجل.

وهذا ينطبق بالتأكيد على الطريقة التي نتعامل بها اليوم مع بياناتنا الرقمية.

نحن نسمح بسهولة للشركات الكبرى بتجميع كميات كبيرة من المعلومات عنا مقابل خدمات مجانية أو محدودة التكلفة نسبيًا.

ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بمعرفة المزيد حول طريقة عمل تلك الشركات وكيف تستغل بياناتنا، يصبح معظمنا مترددًا ولدينا أسئلة كثيرة.

وتظهر قصة سحاحير نوّا مثال ممتاز لهذا الاتجاه.

فقد كانت تلك القبائل تمتلك معرفة خاصة بالسحر والتي اعتبروها قوتهم العظمى وحافظوا عليها سرية للغاية خوفًا من إساءة استخدام الآخرين لها.

وفي المقابل، تعد قضية نادي كرة قدم أوروبي يكافح بسبب ديونه وعلاقتها بشركة جولدمان ساكس درس واضح لكيف يمكن للمعرفة المالية والاستراتيجيات الاقتصادية أن تتحول بسرعة لسلاح ذو حدين يؤذي الجميع بمن فيه هذا النادي.

من جهة أخرى، يعتبر نموذج CQRS ضمن مجال تطوير البرمجيات وسيلة لفصل الاهتمامات المختلفة وجعل النظام أكثر قابلية للإدارة والفهم.

ويمكن اعتبار هذه الخطوة مشابهة للدفاع النشيط عن حقوقنا الرقمية الشخصية والحاجة لتطبيق قوانين تنظيمية صارمة بشأن الوصول لهذه البيانات وما بعد ذلك.

بالإضافة لذلك، يأخذ انتقال اللاعب المغربي حكيم زييّش لصالح فريق تشيلسي الأضواء نحو أهمية المهارة والاستعداد الذهنية والتخطيط الاستراتيجي عند اتخاذ القرارت الهامة فيما يتعلق بأصول الإنسان الأكثر قيمة وهي الوقت والمعلومات والأفراد الذين يعملون معه.

إذن، دعونا نفكر جيدًا بما يلي: إذا كنت تواجه صعوبة في إدارة بياناتك وأنت تتبع نهجا تقليديا أكثر، فلن تتمكن قط من فهم الطبيعة الحقيقة للسلوك الاستهلاكي الرقمي السائد والحفاظ على مكانتك وسط كل هذا التغيير المحيط بك.

لذا، فمن الضروري العمل الآن قبل فوات الآوان وأن نبدأ باتخاذ خطوات جادة نحو تحقيق الشفافية الكاملة واتخاذ إجراءات عقابية مناسبة لكل حالة تتعرض فيها خصوصية الفرد للاعتداء.

بهذه الطريقة فقط سنضمن عدم تعرض مستقبلنا لما حدث لقصر سحاحير نوّا ذات يوم.

1 التعليقات