بين السيادة والهوية: تحديات عصر الذكاء الاصطناعي والتغير المناخي إننا نواجه الآن مفترق طرق تاريخي حيث تشكل تقاطع ثورتان عملاقتان - الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ - حاضر ومستقبل كوكبنا وحاضر وبشرته.

بينما تحمل هاتان الظاهرتان إمكانات كبيرة للتطور والتقدم، إلا أنهما أيضًا تخلفان آثار جانبية عميقة تستحق التأمل والنقاش.

الخطر الأول: فقدان سيادتنا المعرفية يعتمد الكثير من الناس اليوم بشكل متزايد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارت الحاسمة في حياتهم، بدءًا من التوصيات الصحية وحتى اختيار الوظائف المناسبة لهم.

ومع ذلك، غالبًا ما تعمل هذه الأنظمة بمساعدة بيانات غير كاملة أو متحيزة وقد تؤدي إلى نتائج خاطئة أو ضارة.

وبالتالي، نحن نخاطر بفقدان قدرتنا على الحكم واتخاذ القرار المستقل لصالح نظام آلي لا يفهم السياقات الأخلاقية والدينية التي توجه سلوكنا البشري.

الخطر الثاني: انهيار الهويات الثقافية مع انتشار المعلومات العالمية والرقمية، نجد صعوبة أكبر فأكبر في الحفاظ على خصوصيتنا وهويتنا الثقافية الفريدة.

فالشبكات الاجتماعية ومنصات الاتصال الأخرى تغذي الافتقار للإبداع والفردية وتشجع الجميع على الامتثال لقوالب جاهزة ومحدودة.

وفي الوقت ذاته، يعمل تغير المناخ والحاجة الملحة لمعالجة مشاكله على دفع المجتمعات نحو تبني نفس الحلول العالمية بغض النظر عن اختلافات التاريخ والثقافة والتقاليد المحلية لكل منهم.

وهذا يعني بداية النهاية لهويتهم المميزة والتي شكلتها عقود طويلة من التجارب والحكايات الشفهية وغيرها الكثير مما يجعل الشعوب مختلفة ومتنوعة.

الطريق للمضي قدمًا: إعادة اكتشاف جذورنا إذا لم نتوصل سريعًا إلى طريقة للاستعانة بالذكاء الاصطناعيوإدارة آثار تغير المناخ بحيث تحافظ كلتاهماعلى تفرد وجود البشر وقدرتهم على الابتكارعلى جميع الأصعدة الثقافية والعلمية والاقتصادية فسوف ندخل حقبة مظلمة جديدة يتم فيها تحديد مصائر الأمم بواسطة ماشنات باردة وقاسية ولا تعرف الرحمة!

لذلك فلنجعل أولويتنا الأولى هي تعليم النشء أهمية تراث شعوبهم وثقافاتها المتعددة حتى يبدعوا ويبتكوراويعودوا بالعالم أفضل مما تركوه ورائهم.

كما يتعين عليهم فهم العلاقة الحميمة بينهم وبين البيئة المحيطة بهم كي يحموها ويعتنوا بها فهم جزء منها وليست محمية خارجية بعيدة عنه.

بهذه الطرق وحدها سوف نسير نحو مستقبل لا يخلو فيه الانسان من السلطة المطلقة على حياته وعلي العصر الرقمي الجديد المبهرة والإبهامة والذي يحتمل بدا