الوحدة في عصر الاجتماعات الافتراضية

ما زالت دراسة "الوحدة" تشكل سؤالاً فلسفياً هاماً وموضوع نقاش عميق.

لكن هل فكرنا يوماً كيف تؤثر "الاختيار الشخصي" و"الجغرافيا الزمنية" على تجربتنا للعالم؟

وهل أصبح مفهوم "الوحدة" أكثر تعقيداً في ظل العصر الرقمي الحالي؟

إن التقدم التكنولوجي الذي شهدته البشرية منذ ظهور الإنترنت وحتى الآن، أدّى إلى تغيير جذري في طريقة تواصلنا وحياتنا اليومية.

وقد أكدت الدراسات الأخيرة التي تناولت آثار جائحة كورونا (COVID-19) على سلوكيات الناس واقتصاد الدول المختلفة، بما فيها الولايات المتحدة الامريكية، أنه وعلى الرغم من وفرة وسائل التواصل الحديثة مثل مكالمات الفيديو وغيرها من تطبيقات الاتصال، إلا أنها لم تستطع منع الشعور المتزايد بالعزلة والانقطاع لدى الكثير منهم.

فهناك نسبة كبيرة من الأشخاص الذين شاركوا في الدراسة يعتقدون بعدم الحاجة للبحث عن أي فرصة عمل أخرى وذلك نتيجة للحوافز الحكومية المتعلقة بهذه الفترة الحرجة.

وهذا الأمر يؤدي بنا نحو فهم أفضل لكيفية تأثير الأحداث العالمية الكبرى علي قرارتنا وأسلوب حياتنا.

وبالتالي، فقد برز حاجة ملحّة لمعالجة قضية "الوحدة" ضمن السياقات الجديدة لعالم متغير باستمرار.

هل يمكن اعتبار اختيارنا لقضاء وقت أطول أمام الشاشة بديلاً عن التواصل الحقيقي مع الآخرين نوعا من الاختيار الشخصي للجغرافيا الزمنية؟

أم هي حالة اضطرارية فرضتها علينا ظروف خارجية مثل تلك التي مرت بنا مؤخرًا أثناء فترة ذروة انتشار المرض العالمي سالف الذكر؟

وهل هناك ارتباط بين شعور البعض بانعدام الفرص المتاحة حالياً وبين مستويات رضاهم العام عن وضعهم المهني والشخصي؟

كل هذه الاسئلة تدفعنا للتفكير فيما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي مساعدتنا مستقبلاً على تخطي مشاعر العزله وانشاء روابط اجتماعية افتراضيه واقعية ام ستصبح عبءً إضافيًا علينا!

.

إنها بالفعل لحظة حرجه للغاية بالنسبة للبشرية جمعاء ولابد وأن نواكب جميعاً التطورات المتلاحقة بفهم ووعى أكبر تجاه نتائج وخيمة محتملة ربما لاندرك خطورتها سوى بعدها فوات الآوان حينذاك فقط سنلحظ حجم الضرر الواقع والذي سيكون صعب العلاج آنذاك.

.

.

#الاستفتاء #مستفادة #سوق #وتحفيز #طلب

1 التعليقات