هل نستطيع قيادة عربتنا التكنولوجية أم سنصبح عبيداً لها؟

في عالمٍ تتلاشى فيه الحدود بين الواقع الافتراضي والعالم المادي، باتت التكنولوجيا رفيق درب الإنسان بلا منازع.

فهي تربطنا ببعضنا البعض عبر الشاشة الصغيرة، وتفتح أمامنا أبواب المعرفة والمعلومات بسلاسة لا تعرف الكلل.

ومع ذلك، قد يتحول هذا الارتباط الوثيق إلى قبضة خانقة إذا لم ننتبه!

فتحت تطبيقات التواصل الاجتماعي نوافذَ عديدة أمامنا لرؤية العالم بشكل مختلف، إلا أنها خلقت أيضا بيئة تنافسية سامة تدفع بنا للمقارنة الدائمة لأنفسنا بالآخرين.

تصبح حياتنا أشبه بلوحة فوتوغرافية مصممة بعناية فائقة لتظهر فقط أجمل لحظاتها الخاطفة.

وهنا تقع المسألة الأخلاقية الأساسية: كم مرة اكتشفنا بأن صور الآخرين كانت خادعة وأن سعادتهم الظاهرة تخفي مشاعر الألم والحزن عميقة الجذور؟

إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي تشجع على عرض صورة مثالية لحياتنا الخاصة، فقد انتهكت بذلك أحد مبادىء الحرية الأساسية وهي الحق في خصوصيتنا الداخلية.

إذ أصبح الكثير ممن يستخدمونها أسيري نمط معين للسلوك الرقمي والذي يؤثر سلبا علي طريقة تفاعلهم الاجتماعي خارج نطاق الإنترنت.

لذلك وجب علينا جميعاً أن نسلط الضوء علي خطورة تأثير تلك الوسائط وما تحمله من مضامين اجتماعية وفلسفية عميقة تستوجبان التأمل والنظر العميق قبل الانجرار خلف موجتها العاتية.

هذه قضايانا اليومية التي تواجهنا يومياً.

.

فلنجعل منها موضوع نقاش حيوي وممتنع للنظر والتامل فيما نبغي الوصول إليه .

.

مستقبلنا مرتبط ارتباط وثيق بكيفية استخدامنا لهذه التقنيات الجديدة وعلينا جميعا تحمل مسئولية توجهاتها واتجاهاتها المستقبلية.

1 commentaires