هل أصبح "الذكاء الاصطناعي" تهديدا وجوديا للإنسانية؟

هذا السؤال يحتاج منا اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى نقاش جريء وصريح.

فنحن نواجه عالماً حيث الذكاء الاصطناعي يقدم نفسه باعتباره وسيلة لحل مشاكلنا، ولكنه وفي الوقت ذاته، يخلق مخاطر جديدة غير متوقعة.

إن التقدم العلمي المذهل الذي نشهده اليوم يضع البشرية أمام مفترق طرق تاريخي: هل سنتمكن من التحكم في مسار التطور التكنولوجي وضمان استخداماته الآمنة والأخلاقيّة لصالح الجميع؟

أم أنه سينتهي بنا المطاف بأن تصبح أدواتنا هي السلطة المسيطرة علينا؟

فلنتوقف قليلا عند كلمة "سيطرة".

ماذا يعني ذلك بالنسبة لنا عندما يتعلق الأمر بالتكنولوجيا؟

إنه ببساطة القدرة على تحديد الاتجاه والكيفية التي يتم بها تطوير واستخدام تلك الأدوات.

ومن الواضح الآن جليا أن العديد ممن يعملون خلف أبواب مغلقة داخل شركات التكنولوجيا العملاقة لديهم أجندتهم الخاصة والتي غالبا ما تتعارض مع المصالح العامة للمجتمع الإنساني.

إذن فالخطوة الأولى نحو ضمان مستقبل أفضل تتمثل فيما يلي: ضرورة وضع قوانين صارمة وشاملة تنظم مجال الذكاء الاصطناعي بحيث تحافظ على حقوق الإنسان الأساسية وحماية الخصوصية والفكر البشري نفسه.

وهذه مسؤولية جماعية لكل الحكومات والهيئات الدولية وكذلك صناع القرار الذين يتحملون عبء ابتكار حلولا مبتكرة لمعالجة آثار الثورة الصناعية الرابعة.

ولا بد وأن نميز بين أنواع مختلفة من الذكاء الاصطناعي - فهناك ذكاء اصطناعي عام (AGI) وهناك ما يعرف باسم Narrow AI - وكل منهما له تأثير مختلف ومستوى خطر متفاوت.

لذلك فإن دراسة وتقييم كل حالة بشكل فردي أمر أساسي لاتخاذ قرارات مدروسة بشأن كيفية التعامل معه ومعالجتها ضمن السياقات المناسبة لها.

وفي نهاية المطاف، يجب ألا نخجل من الاعتراف بدور الإعلام والتثقيف العام في توعية الناس حول أهمية الموضوع وأبعاده المختلفة؛ حتى يكون هناك وعي جماعي يؤدي لخوض النقاش المجتمعي الواسع والذي بلا شك سوف يؤثر بالإيجاب باتجاه تحقيق هدف واحد وهو اللعب دور رئيسي في رسم الخطوط الحمراء لهذا القطاع الحيوي جدا لأجيال المستقبل وللحفاظ علي جوهر القيم الإنسانية والإبداعية للبشرية جمعاء.

1 Reacties