الشعرُ مرآةٌ تعكسُ جوهرَ الحياةِ البشريَّة، فهو يستعرضُ عواطفَنا وأحلامَنا وآمالَنا ومخاوفَنا.

فهو ليس مُجرَّدَ كلماتٍ منظومة بل حكايةُ روحٍ تتواصلُ مع قلوبٍ أخرى.

وكما يقول صلاح جاهين، فإنه يَكشفُ عن التفاصيل الدقيقة للحياة اليومية ويضيءُ الزوايا المُظلّمة فيها.

وهنا يأتي دور الشعراء الذين جسّدُوا واقعَنا وحملوه على أكتافِهم ليُظهروا لنا ماهيته الحقيقية بعيونٍ ساهرة وقلبٍ عامر بالإحساس الواسع.

وفي حين يناقش البعضُ مسألة استخدام الأدب كوسيلةٍ لتعليم الأخلاق والقضايا الاجتماعية الهامة، فأنا أؤيدُ الفكرةَ بقوةٍ.

فالشعرُ والغزلُ تحديدًا هما أدواتٌ فعالةٌ لنقل الرسائل العميقَة بطريقةٍ جذابة ومبتكرة.

إن فهمَ معنى الحياة من خلال التجارب العاطفية يسمحُ بإلقاءِ نظرةٍ موضوعيةٍ عليها وعلى العالم المحيط بنا أيضًا.

وهذا النوعُ من التعلم غير المباشر يضيفُ بعدًا عميقًا للمعرفة يجعلُها أصداءً خالدة داخل النفس البشرية.

أمّا بالنسبة لذكيائنا الصناعيِّ الحديث، فلابد وأن نعترف بمزاياه المتعدِّدة ونعملُ على استغلالِها لجعل العالم مكانًا أفضل للأجيال القادمة.

ولكِنْ، يجب ألّا ننسى حكمتنا الإنسانية وفهمَنا العميق للطبيعة المعقدة للسلوك الآدمي عند وضع قوانينه وضبط سياساته.

إنه ضروريٌ لتجنُّب أيِّ نتائج عكسيةٍ قد تؤذي المجتمع بدلًا من خدمته.

وفي نهاية المطاف، تبقى القيمُ الإنسانية المشتركة هي أساس نجاحنا واستمرار نموِّ عالمنا الرقمي الجديد.

1 التعليقات