المجتمع الرقمي: ساحة الصراع الجديدة بين الحب والسحر والألعاب الخطرة في ظل التقنية المتزايدة والهواتف الذكية التي تربط العالم ببعضه البعض بشكل آني، تشهد حياتنا اليومية تحولات جذرية لم يكن أحد يتوقع حدوثها منذ عقود مضت؛ حيث بات التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت مجالاً خصباً للتفاعل البشري، لكن هذا الاتصال الافتراضي حمل معه العديد من المخاطر غير المرئية والتي يمكن مقارنتها بالسحر الأسود كما وصفته بعض الثقافات القديمة.

إذا عدنا قليلاً إلى الوراء، سنجد بأن مفهوم "السحر" ارتبط دوماً بأعمال الشر والقوى الخفية المؤذية للإنسانية.

وفي عصرنا الحالي، تأخذ تلك القوة معنى مختلفاً.

فهي تتمثل الآن في الألعاب المنتشرة بكثرة والتي استحوذت على اهتمامات الكثيرين ممن أصبحوا مدمنين عليها لدرجة فقدانهم لأولويات أخرى أكثر أهمية كالأسرة والحياة الواقعية وغيرها الكثير.

هذه الظاهرة المقلقة جعلتنا نتوقف عند سؤال مهم وهو: "كيف يمكن فهم العلاقة بين المجتمعات البشرية وبين ما يعتبرونه سلبيّا كالاستخدام السيء للعالم الرقمي والذي يؤثر بدوره بشكل مباشر وغير مباشرعلى مشاعر وقدرة الفرد على المحبة والتعبير عنها بطريقة صحية؟

.

لقد خلق الله لنا قلوبًا قادرةٌ على الشعور بالحب والعطاء والإخلاص، أما وسائل الإعلام الاجتماعية فأصبحت أشبه بسيف ذو حدين حيث توفر فرصة عظيمة للتواصل وتقريب المسافات ولكنه أيضا مصدر خطر كبير عندما يستخدمه البعض لاستغلال الآخرين والتلاعب بعقول الشباب خاصة الذين هم عرضة لهذه التأثيرات الضارة نتيجة مرحلتهم العمرية وحاجة جسمهم وعقلهنم للمؤثرات الخارجية.

ولهذا السبب أصبح من الواجب علينا جميعا العمل سويا لمحاولة وضع حدود لهذا الانفتاح الكبير الذي أصبح يشجع على نشر ثقافة الاستهلاك والرغبات الجامحة لدى النشء الجديد بينما تحتاج البلاد حقا لقادة قادرين يحملون رسالة سامية مبنية على أسس ثابتة وليست متغيرة حسب الرياح الموسمية.

فلربما يكون المستقبل أقرب إلينا مما نظن.

.

مستقبل خالٍ من عبادات الأصنام المزيفة ومستند فقط لعبادة الواحد الأحد جل وعلى!

#كبيرة #الانتصار