الدمج بين العقول البشرية وذكاء الآلات: رؤية مستقبلية لشكل مختلف للتعليم

إن التطور المتسارع لعلوم الكمبيوتر وتعلم الآلات قد فتح آفاقا واسعة لتحسين جودة التعليم وزيادة الوصول إليه.

لنعد النظر قليلاً؛ فبينما يوفر الذكاء الاصطناعي أدوات مبتكرة لدعم المعلمين وتصميم المسارات التعليمية المتخصصة لكل طالب، فإن العنصر الأساسي المتمثل ببراعة وعاطفة وقدرات حل المشكلات عند الفرد البشري تبقى غير قابلة للاستبدال.

السؤال المطروح هنا: هل بإمكاننا تخيل نموذج تعليمي فريد يقوم على الشراكة الوثيقة بين القدرات المميزة لكلا الطرفين؟

إنها ليست مجرد إضافة تقنيات حديثة للمناهج الدراسية القائمة وإنما هي عملية إعادة هيكلية جذرية للصرح التعليمي التقليدي.

تصور معي مدارس المستقبل حيث تعمل مجموعات صغيرة متعددة الاختصاصات مكونة من خبراء ذوي خلفيات متنوعة جنبا إلى جنب مع الأنظمة الذكية لتقديم بيئة تعليمية شاملة وغامرة حقا.

ستوفر هذه البيئات المختلطة تجارب واقع افتراضي غنية وتمارين عملية تستغل قوة الخوارزميات لحساب السيناريوهات المحتملة مما يسمح للطالب باتخاذ قرارات مدروسة ضمن حالة محاكاة آمنة قبل الانتقال للممارسة الفعلية خارج نطاق المدرسة.

بالإضافة لذلك، قد تساعد مثل تلك الأنظمة المدعومة بتقنية الذكاء الصناعي الطفل الصغير الذي يكافح لفهم موضوع رياضي معين وذلك باستخدام أمثلة مصورة توضح المفاهيم المجردة بشكل حدسي سهَل للغاية.

أما بالنسبة للتاريخ والجغرافيا فقد تسمح له بجولة ميدانية افتراضية تزوره عاصمة دولة عربية قديمة ويتعرف منها ثقافة أهل المنطقة آنذاك وما وصل إليه حال البلاد اليوم!

لا شك بأن مثل هذه التجارب سوف تغذي فضول المتعلم وتربط المعلومات المجردة بواقع عملي محسوس فتجعله يحفظ المعلومة لفترة زمنية طويلة نسبيا مقارنة بحالته الطبيعية أثناء تلقيه الدروس الاعتيادية يوميا داخل الصف المغلق.

وعند بلوغ مرحلة متقدمة من العمر الدراسي حين يتوجب عليه اختيار تخصصه الجامعي واختيار عمله لاحقاً، ربما يستخدم تطبيقات مشابهة قائمة على خصائص البيانات الكبيرة Big Data Analysis والتي تقوم بتحليل اهتماماته وأدائه السابق وتقترح بعض الخيارات الوظيفية الملائمة لقدراته الخاصة حتى لو اختلفت جذريا عمّا كان يفترض أنه مناسب له سابقا حسب توجه مجتمع صغير عاش فيه طوال حياته المبكرة.

وفي الختام، رغم جمال الصورة المرسومة لما يمكن أن يحمله المستقبل لهذه القطاعات الحيويّة، إلا أنها لاتزال بحاجة للدراسة والنقد والمراجعات الدورية للتأكد دوماً من بقائها موجهة لخدمة الغاية القصوى وهي رفاهية الإنسان العربي وبقاء حضارتنا العربية الأصيلة راسخة أصالتها مهما تغير الزمن وظهور علوم جديدة

#بالمعرفة #أسئلته #جديد #يعمل #تسليم

1 注释