في ضوء نقاشاتنا الأخيرة حول حب اللغة العربية وتعزيز الروابط العاطفية والفكرية العميقة، يبدو لي التساؤل التالي منطقيًا ومثيرًا: هل يمكن اعتبار اللغة نفسها جسراً بين القلب والفكر؟

الحروف والكلمات، كما أشار الشاعر أحمد شوقي، تشكل أساس بناء معانيه؛ فهي تعدُّ اللبنات الأساسية للتفاهم الإنساني.

لكن ماذا لو توسعت رؤيتنا قليلاً واستنتجنا أنّ تلك الأحرف تحمل أيضًا بصمات عواطف وشخصيات متعددة؟

ربما تحتوي حرفة الكاتب العربي القديم لمسات من روحه وانفعالاته الخاصة - مشابهًا بذلك لما يحدث عند الحديث عن الصداقة الدائمة أو السعادة الداخلية حسب رأيكم.

إذا كانت اللغة وسيلة للتعبير عن الذات وتوثيق التجارب الشخصية لكل فردٍ، فلماذا لا ندخل ضمن منظورنا بأنواع العلاقات الأخرى التي نشأت عبر التواصل اللغوي؟

الأطفال الذين ينمو بهم حب العربية بفضل أبياتها وقوافيه الجميلة قد يخلقون شعورًا بالحنين لهذا الماضي عندما يكبرون ويتفاعلون مجددًا مع نفس الأدب الذي كانوا يستمتعون به سابقًا.

بالتالي، تصبح اللغة جزءً أساسياً من جسر وصل الذاكرة والخلفية الثقافية للشخص.

وفي ظل إيماننا بدور الأمهات الكبير باعتباره منبع الحياة المبكر وإرشادات الرعاية الأولى، فعلينا الانتباه لحقيقة أخرى: الأمهات هن أول من علّم أبناءهن كيفية التنفس والإحساس بالعالم الخارجي قبل القدرة حتى على الحديث!

إنهن يتركن بصمة غير مرئية ولكنها مؤثرة للغاية داخل هوية طفلها الطفولي الأولي وتمهد الأرضية لإرساء الثوابت القيمية لديه مستقبلاً.

وبالتالي، تمتد قوة وصحة نصائحهن ودروس حياتهن خارج حدود الواقع الافتراضي لتصل لمنطقة أشد خصوصية واثرًا، أي قلب وعقل طفلهما الغضة.

ختاماً، بينما نسعى جميعًا للاستشفاء والنمو العقلي والصوفي جنباً إلى جنب، فقد أصبح واضحاً أن رحلتنا ستحتضن بلا شك مراحل مختلفة من اكتشاف ذاتنا ومعنى تواصلاتنا الانسانية المختلفة سواء داخل دائرة الأقارب المقربين أو خارجه ضمن عالم واسع يحمل ملايين الضمائر العربية الواعدة ببناء حضارية مزدهرة مبنية على جذورها التاريخية العريقة والتي تغذي معرفتنا اليوم وغداً بإذن الله تعالى وحده.

#يلي #للمعنى #وثيقا #التعلم #وفهم

11 Kommentarer