إن التركيز المفرط على تقييم التحصيل العلمي للطلاب قد يؤدي بنا إلى تجاهل أهمية تنمية الشخصية الإنسانية الشاملة لديهم.

فالنجاح الحقيقي لا يتجسد فقط في الحصول على أعلى الدرجات وحفظ المعلومات، ولكنه أيضًا في قدرتهم على التعامل مع الآخرين وفهم الذات واكتشاف شغفهم الخاص داخل وخارج الفصل الدراسي.

لذلك، فإن مفهوم "الذكاء العاطفي" أصبح ضروريًا اليوم أكثر من أي وقت مضى.

فهو يشمل مجموعة مهارات مثل الوعي بالذات وضبط النفس والدافعية الاجتماعية وغيرها والتي تحتاج لتوجيه خاص ضمن السياق المدرسي.

كما أنه من الواجب علينا كمعلمين وأوصياء تطوير مناهج تربوية تسلط الضوء على تلك الجوانب وتعطي الفرصة أمام المتعلمين لاستنباط واستخدام كل أنواع ذكاؤاتهم المتعددة التي تتفوق بها البرامج الآلية الحديثة حاليًا.

فالهدف النهائي للنظم التربوية المثلى ينبغي ألّا يقصر نفسه عند حد تحقيق نسب نجاح مرتفعة فحسب وإنَّما الوصول بالإنسان لفضاءاته الداخلية غنيٍّ بالقوة والعزم والإخلاص ومعه خفة الظلِّ وسعة الصدر وقوة التأثير المجتمعي البنَّاء.

1 Комментарии