نريد حقاً أن نفهم لماذا يظل العالم العربي والإسلامي يخسر المعركة ضد الإرهاب والتطرف رغم الجهود الدولية المكثفة.

هل الأمر يتعلق فقط بالتدخلات الخارجية والاستراتيجيات الغربية كما يدعي البعض؟

أم هناك أبعاد أخرى تحتاج للنظر فيها بعمق أكبر؟

ربما يجب النظر إلى الداخل أيضاً.

الأمم المتحدة سبق وأن أكدت بأن 80٪؜ من ضحايا الإرهاب هم مسلمون.

إذا كان هذا صحيحًا، فلماذا لا نرى اعترافاً عالمياً بهذا الواقع المرير واستعداداً للانطلاق نحو إعادة تشكيل نظامنا السياسي والدولي؟

وكيف نستمر في الصمت أمام الانقلابات المتتابعة التي تحدث بأيدي الدول غير المسلمة والتي غالباً ما تؤدي إلى انتشار المزيد من العنف والفوضى داخل الوطن العربي والإسلامي.

إن الحل الوحيد لوقف تلك الدوامة الدموية ليس بالمزيد من العقوبات الأمريكية والأوروبية وإنما بإعادة رسم خريطة العلاقات بين جميع الشعوب بغض النظر عن دينها وجنسيتها ولونها وثقافاتها المختلفة وذلك عبر حوار بنَّاء ومصالحة تاريخية شاملة لكل شعوب الأرض العربية وغير العربية مهما اختلفت معتقداته الدينية والثقافية.

هذا بالإضافة لإصلاح اقتصادي واجتماعي داخلي وإعادة تنظيم الجهاز القضائي والنظام التربوي بما يكفل حقوق الإنسان ويضمن العدالة الاجتماعية ويقطع الطريق أمام تيارات الكراهية والجوع والحرمان اللذَين يعدِّان تربة خصِبة لهذه التنظيمات الظلامية للتجنيد وتوسيع صفوفها.

وفي النهاية فإن قضية مكافحة الإرهاب لا تخص منطقة واحدة ولا دولة بعينها وهي مسؤولية مشتركة يتحمل وزرها الجميع بلا استثناء ومن المهم جدا عدم السماح لأية قوة خارجية باستغلالها لتحقيق أغراض خاصة بها قد تعرض الأمن والسلم الدولي للخطر مستقبلاً.

لذلك علينا اليوم أكثر من ذي قبل توفير منابر للحوار الحر والبناء والذي يسمح بتعبير كافة الطاقات الوطنية والإسلامية عن نفسها بروح مسؤولة وهادفة بعيدة عن المؤامرات والانتقامات الضيقة الأفق.

عندها سنجتنب الكثير من المصائب وسندشن مرحلة جديدة عنوانها السلام العالمي المبنى على مبادئ التسامح واحترام الآخر وحماية الحقوق والحريات الأساسية للفرد وللشعوب جمعاء.

#أستطيع

1 মন্তব্য