الخيارات الأخلاقية أمام التقدم التكنولوجي: بين الثورة الصناعية الرابعة والإرث الحضاري

مع تزايد الحديث عن تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتنوعة، لا يسعنا تجنب طرح سؤال جوهري: ما هي حدود تدخل الآلات في حياة الإنسان؟

بينما يلوح الذكاء الاصطناعي كحلٍ مُمكنٍ لتحقيق الكفاءة والتطور، فإن أخلاقياته وتداعياته طويلة المدى تستدعي دراسة متعمقة.

إذا كانت السعودية تسعى لبناء مستقبل قائم على أسس علمية وتقنية متقدمة، فلابد وأن ترافق ذلك حماية صارمة للهوية الوطنية والقيم المجتمعية الأصيلة.

فالتركيز فقط على الرفاه الاقتصادي والمكانة العالمية يتجاهل الجوانب الأخرى للحداثة، ولا سيما تلك المتعلقة بالأمان الاجتماعي والفلسفة الأخلاقية للمشاريع الضخمة.

ومن منظور آخر، إنه لكائن بشري أن يحاول فهم نفسه وتحليل دوافع أفعاله، لكن كيف يمكن تحقيق ذلك إذا فقدنا قدرتنا على التحكم بمصيرنا بسبب خوارزميات ذكية؟

وهكذا، فنحن لسنا أمام مفاضلة بسيطة بين قبول التكنولوجيا أو رفضها بالكامل، وإنما علينا البحث عن أرض متوسطة حيث يتم الاستعانة بالتكنولوجيا خدمة للإنسان وليس ضدّه.

وفي هذا السياق، يصبح مفهوم «المسؤولية» أكثر أهمية مما سبق، خاصة عندما يتعلق الأمر بصناع القرار الذين سيديرون مصير شعوب بكاملها اعتماداً على بيانات وبرمجيات معدّة مسبقاً.

فلنتوقف قليلاً عن الاحتفاء بالإنجازات العلمية وحدها، ودعونا ننظر أيضاً لمنظومة القيم التي تقوم عليها حضارتنا.

عندها فقط سنضمن عدم تحويل نجاحنا العلمي إلى فشل وجودي!

#بتقدم #اتخاذ #مسؤوليتنا #السرية

1 التعليقات