في ضوء نقاشي السابق حول قيمة طلب العلم باعتباره جوهرة الوجود وجوهر النجاح، وحول استخدام التعليم عن بعد تأثيراته على أداء الطلاب في المجالات العلمية، فإنني أقترح نقطة بحث مثيرة للجدال وهي دور التعلم الذاتي في عصر التعليم الرقمي.

مع انتشار المنصات الإلكترونية المتنوعة التي تقدم مواد تعليمية مجانية ومعلومات علمية قابلة للوصول عبر الإنترنت، أصبح بإمكان طلاب اليوم تعلم واستيعاب المعلومات بمفردهم بوتيرة تناسبهم ووفق اهتماماتهم الشخصية.

وهذا يفتح باباً واسعاً أمام تنوع طرق التدريس ويسمح بتوفير فرص تعلم غير محدودة لكل شخص وفق سرعتَه وقدرته الذاتية.

ومع ذلك، رغم هذه الحرية المكتشفة حديثاً، تثار تساؤلات حول جودة ما يتم اكتسابه من خلال هذه العملية مقارنة بما يحدث داخل الصفوف التقليدية تحت رعاية مدرسين مؤهلين.

هل يمكن لهذا النوع الجديد من التعلم الصامت أن يغذي نفس القدر من الاستنارة الروحية والحافز الأخلاقي الذي تشدد عليه الدين الإسلامي؟

أم أنه سيترك فراغات تحتاج إلى ملء لاحقا أثناء مرحلة التأهيل الجامعي مثلا؟

هذا التحول الكبير في بيئة التعلم يحتاج إلى دراسة عميقة للتأكد من توافقه مع غاية التربية الإسلامية وأهدافها الأساسية.

إنه تحدٍ جديد أمام مؤسسات التعليم العالي وكذلك أولياء الأمور ليضمنوا بأن

11 تبصرے