مستقبل الاتصال: بين التقدم التكنولوجي والمخاوف الأخلاقية بينما نستعرض تاريخ الاتصال وتطوراته المتلاحقة بدءًا من تلغراف مورس وحتى عصر الـFM والراديوهات الحديثة، يتبادر للسؤال عن الوجه المقبل لهذا القطاع الحيوي الذي أصبح ركيزة أساسية لحياة البشرية.

إن التطور المستمر لأنظمة الاتصال لا يعني فقط سرعات أكبر وجودة صوت وفيديو محسنة، ولكنه أيضًا يحمل معه تحديات أخلاقية ومعنوية تستحق الدراسة العميقَة.

فلنتصور المستقبل القريب حيث تنتشر شبكات الجيل الخامس والخامس بلس بكثافة أكبر، وسيصبح لدينا كم هائل من البيانات يتم نقلها بشكل لحظي، وقد نشهد ظهور أنواع مختلفة من الخدمات الرقمية التي ستعيد تعريف معنى "الاتصال".

لكن هل نحن مستعدون لهذه الطفرة؟

هل قمنا بتقييم جميع جوانب هذا التطور أم سنكتشف لاحقًا آثار جانبية غير متوقعة؟

إنه سؤال مشروع خصوصًا عندما نتذكر كيف تغيرت حياتنا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وما صاحب ذلك من آثار اجتماعية ونفسية لم يكن أحد يتوقعها تمامًا.

وعلى الجانب الآخر، ينبغي التأكيد مرة أخرى على أهمية الثقافة العامة والمعرفة كأساس للاستمتاع بهذه التقنيات الجديدة والاستفادة منها حقًا.

فالوصول للمعلومات لا يكفي ما لم نمارس التفكيَر النقدي الذي يسمح بفصل الحقائق عن المزاعم والشائعات المنتشرة كالنيران في الهشيم عبر العالم الافتراضي.

بهذه الطريقة وحدها سيضمن للبشرية جني ثمار عجائب العلم وجمال الطبيعة بعيدا عن أي اعتبارات ضيقة أو مصالح آنية.

1 Reacties