مستقبل التعليم: حين تتداخل التكنولوجيا بالإنسان!

في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي، يشهد قطاع التعليم تغيرا جذريا لم يكن أحد يتوقع حدوثه بهذه السرعة.

فبينما تبشر تقنية "التعليم الذكي"، الآلية منها والرقمية، بزيادة الكفاءة والمرونة، تظل مخاوف فقدان الجانب البشري كامنة تهدد باختزال العملية التربوية الجامدة.

لذلك، بات التحدي الأكبر يتمثل في رسم حدود واضحة للاستخدام الأمثل لهذه التقنيات دون المساس بما يميز العنصر الحيوي فيها وهو الإنسان.

فعلى الرغم مما توفره الروبوتات من وسائل مبتكرة لإدارة الوقت والاستيعاب الفعال للمعلومات، إلا أنها تبقى عاجزة عن تقديم الدعم النفسي اللازم للطالب وقد تفتقر لقدرتها على اكتشاف المشاعر والفروقات الدقيقة لدى كل فرد.

وهنا تبرز حاجتنا الملحة لاستثمار أفضل لطاقات التفاعل بين الجوانب الانسانية والقوالب الحديدية القادرة على التأثير سلباً وايجابياً على الحياة الدراسية.

ومن ثم، تستوجب عملية الانتقال للساعة الرقمية الجديدة وضع قواعد صارمة للحفاظ على خصوصيتهم وسلامتهم أثناء استخدام أدوات الاتصال الإلكترونية المختلفة.

بالإضافة لذلك، يجب علينا تطوير طرق بديلة لتحقيق التواصل الإجتماعي الحميم والمباشرة عبر الشاشات الافتراضية وذلك تجنبًا لعواقب الوحدة والعزلة الاجتماعية الخطيرة.

أخيرا وليس آخراً، لن يفوتنا أهمية تضمين برامج تعليمية تناقش مبدأ حقوق الطُّلَّاب وأيضًا دور المعلمين ضمن نظام ذكي يقوم بتطبيق سياساته وفق معيار أخلاقي ثابت لا يتزعزع مهما تقدم الزمن وتقدم معه مستوى التعقُّد.

باختصار، يستحق عالم التعليم اهتمام خاص كي لا تتحول مدارس المستقبل لحاضنات للمعرفة المجردة والخالية من أي معنى روحي سامٍ.

فالهدف الرئيسي هو غرس حب العلم والحماس تجاه البحث العلمي جنبا لجبي مع تقدير أهميته كونه مصدر رزق للفنان والموهوب وحتى صاحب الحرف اليدوية منه.

.

.

فالحكمة تكمن باستعمال التطور التكنولوجي لصنع نسخة محسنة من واقع تربوي سابق مليء بالعطاء والبناء عوضا عن انغماسه بالسكون والجمود.

#تأخذ #نحيا

1 نظرات