"الثقة الرقمية كمرآة للقيم الحضارية" إن العلاقة بين الثقة والتطور الاقتصادي والرقمي لا تنفصل عن القيم الثقافية والحضارية للمجتمعات المختلفة.

فعند النظر إلى مشهد التجارة الإلكترونية المتنامي عالمياً، يبدو واضحاً أن مستوى الثقة لدى المستخدمين ليس مجرد نتيجة لتوافر التقنية والبنية التحتية فحسب، ولكنه أيضاً انعكاس لقوة العقد الاجتماعي والقيم المشتركة التي تحكم سلوكيات الناس وتعاملاتهم اليومية.

في بعض الدول المتقدمة اقتصادياً، قد نجد أن التجارب الناجحة في مجال التسويق الرقمي مدعومة بوجود قوانين صارمة لحماية البيانات وحقوق الملكية الفكرية وبيئة تنظيمية تشجع الابتكار والاستثمار.

لكن ما الذي يحدث عندما ننظر خارج هذا النموذج التقليدي لأوروبا وأمريكا الشمالية؟

هناك دول أخرى تمتلك مقومات نجاح مشابهة من حيث انتشار شبكات الإنترنت وارتفاع نسبة الشباب المتعلمين، ومع ذلك تبقى ثقتهم بالمنصات الإلكترونية أقل مقارنة بدول الغرب.

ربما يكون السبب الأساسي لذلك مرتبطاً بدرجة توافر الشعور العام بالأمان والعدالة الاجتماعية داخل تلك البلدان.

إذا افترضنا وجود علاقة طردية بين مؤشر التنمية البشرية ومؤشرات الثقة الرقمية، فقد نستنتج بأن بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً سيكون خطوة أولى ضرورية قبل تحقيق القفزة النوعية تجاه الاقتصاد الرقمي العالمي.

وبالتالي، يجب النظر إلى الثقة الرقمية باعتبارها مؤشراً هاماً لقياس مستوى تقدم المجتمع وقدرته على الاستعداد لمستقبل سريع التغير.

إنها دعوة لاستكشاف الترابط العميق بين الواقع المعيشي للفرد وبين مشاركته النشطة في العالم الافتراضي الواسع الانتشار حالياً.

1 Kommentarer