في ظل تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي وقدرتها على تقليد مختلف المعايير البشرية مثل الكتابة والرسم والموسيقى وغيرها مما يجعل الكثير منا يتسائل ما إذا كانت هذه القدرات ستُقلل من قيمة العمل البشري وستبدله تدريجياً.

وهذا يقود إلى طرح بعض الأسئلة الهامة: هل يمكن للذكاء الاصطناعي حقًا أن يحاكي روح الفنان الأصيلة وحساسيته ونواياه الداخلية عند إنشاء أعماله أم أنه مجرد برنامج يقوم بممارسة المهام وفق تعليمات مبرمج له؟

وهل سنصل لمرحلة يتم فيها اعتبار أي شيء صنعه ذكاء اصطناعي أقل جمالاً لأنه لا يحتوي على القليل من الشغف والعاطفة والذي غالبا ما يكون مصدر قوة ومنبع خصوبة للفنان أثناء تأليف لوحة رسم حديثة مثلا ؟

ثم هناك سؤال آخر مهم أيضا وهو لماذا نشعر برابط وثيق أكثر تجاه الأشياء المصنوعة يدويا مقارنة بتلك المنتجة آليا ؟

ربما لأن لدينا شعورا بأن القطعة التي صنعناها بأنفسنا هي جزء أصيل من كياننا وقد أخذت شيئا منها واندمجت بداخله شيئا مما نحمله داخليا .

وبالتالي فإن الشعور العميق بالإنجاز الذي يأتي بعد الانتهاء من منتَج ما يدوي الصنع لا يمكن تكراره بواسطة الآلات مهما بلغ مستوى تطورها لأن هذا الشعور مرتبط ارتباط وثيق بالفخر بالنفس وبالقدرة على تحقيق أمر ما باستخدام ملكات الشخص الخاصة به فقط.

لذلك يجب دائما الحرص والحفاظ على تلك الملكات الفريدة لدى الكائن الحي 'البشر' وعدم السماح لأحد باستبداله بها مستقبلا.

بالإضافة لما سبق فالجانب الآخر للموضوع هو كون التجارب الاجتماعية والثقافية لديه تأثير مباشر على نظرتنا للقضايا المختلفة وبالتالي طريقة حلها واتخاذ القرارت بشأن التعامل مع التقدم العلمي الحديث ومايترتب عليه من آثار مستقبلية مختلفة.

لذا يعتبر الأمر جدير بالاكتشاف والاستقصاء لمعرفة المزيد عنه وعن جوانب أخرى متعددة تتعلق بالمفهوم نفسه ولكنه خارج نطاق الموضوع الرئيسي هنا.

وفي النهاية دعونا نتذكر دوما بان التطور الطبيعي للبشرية يعتمد جزئيا علي قدرتهم على تطوير أدوات مساعدة لهم تساند جهدهم وليست بديلا كاملاً عنها وذلك حفاظا علي جوهر وجود الانسان وكيانه الخاص به.

1 Mga komento